مناعة وطن واستثنائية ظرف

اخبار البلد-

 

يعتبر استقرار المنطقة من اهم عوامل امان الدول، فكلما كانت المنطقة امنة ومستقرة، زخرت دول المنطقة كما مجتمعاتها بمستويات تنمية افضل، فالامان في الغالبية العظمى للمجتمعات مرتبط ارتباطا عضويا بمناخات التنمية وجذب الاستثمار، فالمنطقة التي تتعرض للاهزازات عرضية وراسية بشكل مستمر تشكل مناخاتها عناوين طاردة ويصعب على مجتمعاتها الابتعاد عن هذه المناخات بتشكيل واحة امنة مستقرة حصينة، لذا شكلت مناخات المنطقة ارتباطا عضويا باستقرار انظمة مجتمعاتها وهي قاعدة علمية وموضوعية متوافق عليها.
الا ان الاردن شكل استثناء لهذه القاعدة في منطقة المشرق العربي حيث يعتبر من المجتمعات التي شكلت حالة استثنائية منذ تكوينه، على الرغم من تعرض المنطقة بشكل دائم لانزياحات واهتزازات شكلتها مناخات التطرف والحروب وظروف الاحتلال وتداعيات الاستعمار، وما حملته من انعكاساتها بواقع هجرات سكانية وتبدل في المواقع الجيوسياسية، لكن الاردن استطاع ان يتكيف مع كل محطة من هذه المحطات بتحويل كل منعطف تدخل اليه المنطقة الى منطلق قويم.
مما جعل من المجتمع الاردني ذلك المجتمع المنيع كونه يعيش في نقطة تواز مع الازمات، وحتى بات يعرف بها وتعرف به، واخذ يكون من بين المجتمعات القليلة او حتى الوحيدة التي فرضت امانها ليس على واقع هزات الأسرة بل على امواج ارهاصات حالة المنطقة واهتزازات حالة الامة، فما اخذ المجتمع الاردني بتشكيل لقاحات مناعته الوقائية ضد الصدمات والتحصين المجتمعي ضد الازمات مشكلا بذلك حالة المنعة القادر على المجابهة والعاملة على الاستجابة بمرونة مع متغيرات المشهد العام بطريقة التحوصل المحاري والتشكل القنفذي وهي وسائل وقائية واساليب تحصينية باتت تشكل العلامة الفارقة الاردنية في التعايش مع الازمات.
لذا كان الاردن من المرشحين بتسجل علامة التمايز بين المجتمعات في تعاطيها مع هبوب كورونا لما تتمتع به سيرته من قدرة ويمتاز به مجتمعه من ارادة صلبة، وتزخر به قيادته من عظيم حكمة، وهو ما جعله يسجل نموذجا استحقه بجدارة، وهذا ما ينسجم مع توقعات الكثير من المتابعين على قدرة الاردن ايضا من تدوير العجلة الاقتصادية بشكل افضل مما كانت عليه بالسابق، وهذا ما نرجوه ونتمناه.