قرار تعيين جهاد المومني

تجاوز الرقم 1000؛ عدد الصحافيين الأردنيين الأعضاء في نقابة الصحافيين الأردنين، ويوجد كفاءات إعلامية وطاقات مهنية كبيرة ضمن هذا العدد، لكننا نستطيع تمييز بعض هذه الكفاءات الوطنية، حسب ثقافتها السياسية الوطنية المتميزة؛ والتي تمكنها من إدارة مؤسسات إعلامية مهمة، ضمن قاعدة الرأي والرأي الآخر، مع الحفاظ على هوية وفكرة وطنية أردنية، والالتزام بكل قوانين وتعليمات وأخلاقيات المهنية الصحفية العالية.

جهاد المومني؛ الزميل والسياسي والمحاور والناشط السياسي المعروف، يتمتع بالكثير من هذه المواصفات، نقول هذا إنصافا للرجل، حتى وإن اختلف معه المختلفون في وجهات النظر والاعتقادات السياسية وغيرها، ومناسبة الحديث عن جهاد المومني ليست من باب التلميع ولا الدعاية، فالرجل لا يحتاج لمثلهما مني، لكنه حديث هذا وقته، بعد الخبر الذي تناقلته مختلف وسائل إعلامنا المحلية وغيرها، حول قرار رئيس الحكومة السابق معروف البخيت، بتعيين الزميل المومني مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون، وبمناسبة الحديث الذي تبع هذا الخبر، حول «توقيف» أو «إعادة النظر» في عدد من قرارات البخيت، ومن بينها قرار تعيين المومني مديرا للتلفزيون.

ينبغي التذكير هنا بأنني أحترم مهنية وتوازن ونظافة وشخصية الزميل الأستاذ عدنان الزعبي «ابو ناصر»، المدير الحالي للإذاعة والتلفزيون، ولا يعني حديثي عن جهاد المومني بأنني ضد وجود عدنان الزعبي في هذا الموقع، بل أتحدث إنصافا للرجلين ولكل زميل متوازن مهني وطني يتمتع بالخبرة والقدرة على العطاء، ولا يقع هذا الحديث في باب المقارنات الدعائية لأي شخص.

كدليل على مهنية وعلو سقف طرح الزميل المومني، مع احتفاظه بإرثة الفكري الوطني، نذكر برنامجه الإذاعي الذي يقدمه عبر أثير إذاعتنا الرسمية، بعنوان «رأيك مهم» ويتم بثه في السادسة والنصف من مساء كل خميس، حيث أتابع هذا البرنامج، وشاركت فيه لأكثر من مرة، وقد قال المومني معلومات مهمة جدا في حلقة الخميس الماضي من برنامجه، حيث كان موضوعها كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء الجديد عون الخصاونة، وكان للمحور الإعلامي في البيان حظ أوفر من تلك الحلقة، وحول قصة انفتاح الإعلام الرسمي على الرأي الآخر، قال ضيوف البرنامج آراء مختلفة، أبرزها أن الصديق والزميل الدكتور موسى برهومة والزميل عاطف الجولاني رئيس تحرير السبيل، قدما رأيا معبرا عن سلبية الاعلام الرسمي بعدم توفيره مساحة للرأي الآخر، وهو رأي اختلفت معه كمشارك في الحلقة ذاتها، حيث يمكن قبوله نسبيا وليس حسما بأن لا مساحة للرأي الآخر في الإعلام الرسمي الذي نعتبر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون منبره الأهم، واعتمدت مثالا حيا على وجود مساحة للرأي الآخر وهي تلك الحلقة من البرنامج نفسه، الذي نشارك فيه مع الزملاء المذكورين، حيث وفّر الزميل المومني كل المساحة للحديث بحرية عن الرأي الآخر الذي عبر عنه الزميلان برهومة والجولاني، وكذلك توافق معه لحدود الصديق الزميل أسامة الرنتيسي من (الزميلة الغد)، وهنا تحدث المومني عن البرنامج، وذكر أن هذه الحلقة رقم 102 من البرنامج، أي أنه يتم بثه منذ عامين حتى الآن، استضاف خلاله أكثر من 1000 شخصية، يمثلون كل الأطياف السياسية وغيرها في الأردن، وقال الزميل إنه لم يتعرض لأي نوع من التوجيه لا من داخل ولا من خارج المؤسسة، ولم يمنع إلا مكالمة هاتفية واحدة، قام المتصل بكيل شتائم نابية وشن هجوما على أشخاص بما لا يتفق مع المهنية ولا مع التوازن والأخلاق.

ما أود قوله هنا، متعلق بقدرة اشخاص على فتح حوارات إعلامية مهمة، وقدرتهم على إدارتها بتوازن ومهنية، وجرأة، دون الإساءة الى أي رأي، معتمدين على خلفياتهم الثقافية السياسية والمهنية الوطنية المستنيرة المشهود لها، واهتمامهم بأدبيات الحوار وأخلاقيات تقديم الرأي الآخر، بعيدا عن التمجيج والإثارة، وقريبا جدا من هموم الناس، واهتماما بتشكيل قناعات وطنية مبنية على التعددية واحترام الآخرين، وجهاد المومني زميل يتمتع بكل تلك المواصفات، ويستطيع إدارة برنامج أو مؤسسة كالإذاعة والتلفزيون بالكفاءة ذاتها والتميز ذاته؛ بناء على إمكانياته التي لا ينكرها متوازن، وأعتقد أن البخيت كان موفقا عندما اتخذ هذا القرار تحديدا، حيث وضع رجلا مناسبا في مكان يجب أن يعود مناسبا، ويقوم بدوره المطلوب في تمثيل وتجسيد الإعلام الوطني الديمقراطي المسؤول، الذي بتنا نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى..

جهاد زلمة زين ..أعطوه فرصة؛ ليقدم شيئا سنفتخر به جميعا ..بلا شك.



ibrahqaisi@yahoo.com