همنغوي: الكاتب كَقدّيس الَّرب

للكاتب والأديب العالمي أرنست همنغوي مقولة شهيرة حول رسالة الكاتب.

يقول: «إن الكاتب يجب أن يكون كقدّيس الرّب لا يقول سوى الحقيقة. إنه كالمرأة إما أن يكون عفيفاً أو لا يكون».
همنغوي على امتداد حياته كان ينظر للعالم نظرة متشائمة. آمن بالإنسان وبقدرته على امتلاك حريته. في أعماله الروائية وقصصه نلمس انتصاره للكرامة الإنسانية.
هو يريد من الكاتب أن يقول ما يعتقد أنه «الحقيقة» بمغنى أن لا ينافق أو يشّوه الواقع وإلاّ كان كالمرأة غير العفيفة.
لكن «الحقيقة» قد يراها هذا الكاتب على غير ما يراها كاتب آخر، المهم أن يكون كل منهما صادقاً في رؤيته، لا يتملّق سلطة سياسية سعياً وراء منصب أو جاه أو ثروة.
وحتى يكون الكاتب صادقاً عليه أن يدافع عن القيم الإنسانية، لا أن يكون خادعاً لقرائه.
لا يجوز أن يكون «حِيادياً» بلا موقف، لأن الحياديّة لا ترضي قراءَه ولا تخدم الحقيقة.
في بلداننا العربية والإسلامية قِلّة من الكتّاب والأدباء يحافظون على طُهْرهم ونقائهم، أما الغالبية – وأقولها بكل مرارة- يفتقدون مثل هذا «الطُّهر».
فتراهم بلا موقف. «الانتهازية» سلوكهم!
وفي عصرنا هذا حيث ينتشر «الاستبداد» في أوطان عربية كثيرة أمام الكاتب مَسْلكان إما أن يعضّ النواجذ على ما يعتقد أنه «الحقيقة» أو يسقط فيربط أسبابه بأسباب المستبد فيكون السقط الشنيع، وهنا أستذكر عبارة ذات دلالة للشاعر والمفكر الكبير «أدونيس» قالها في حوار أُجري معه.
قال: إن الكتّاب والمثقفين وأنا منهم أصبحوا «موظفين»!
قالها بمرارة لأن هذا يعني أن حرية الكاتب والمثقف ما زالت منقوصة في بلداننا.
وبعد ما قاله همنغوي ينبغي أن يتعظ كل كاتب أو شاعر اعتاد أن يغيّر جِلده!