الطُّبعةُ الأخيرة المُنقَّحة بأيدي الشُّعوبِ العربيّة (2011)؟!

منذ ما يزيد على ربع قرنٍ مضى والشّعوب العربيّة مُتّهمة بخنوعها واستسلامها للدّاخل والخارج، ومهزومة حتّى مع نفسها، وجميع طُبعاتها السّابقة ضمن هذا الوقت كانت تشير إلى أنّ النّخوة والكرامة والكبرياء العربيّة أضحت ماضٍ وإنّها مستحيلة العودة في مستقبلٍ قريب...، وأنّه لا بدّ من مُعجزة تُنقذ حالهم وأحوالهم من استبداد (عُميانهم الكبار والصّغار) كلٍّ حسب رتبته في النّظام الدّاخلي للماسونيّة العالميّة، وطبقاً لقربهم من أسيادهم حكماء صهيون. ما إن انفجرت الشّعوب العربيّة بعد دويّ قنبلة تونس إلّا وأعلنت الطّبعة العربيّة الأخيرة عن نفسها، ولتبيّن بأنّها كانت محمّلة ومُشبعةٌ ببراكين القهر وحممِ الغضب، ومستعدّة لتفجير ثوراتها والإطاحة بالعروش قبل أن يغادر أصحابها مكانهم أو يرتدّ إليهم طرفهم...، وليكشف لهم الهدهد العربي – البوعزيزي – بأنّهم حكّامٌ يأمرهم أبناؤهم وتحكمهم نساؤهم، ويسجدون لأعداء الإسلام والعروبة من دون الله... أثبتت هذه الطّبعة الأخيرة المُنقّحة بأيدي الشّعوب العربيّة بأنّ: أغلب عروش الحكّام العرب أوهن من بيت العنكبوت، واضعف من جناح بعوضة رغم ما تسلّحت به من ظلمٍ واستبدادٍ وطُغيان...، فلا صمت الشّعوب رضاً، ولا سكوتها خضوعاً البتّة، ولا هدوؤها استسلام... . الحكّام المستبدّين الفاسدين لن يدوموا إلى الأبد، ولن يستطيعوا حماية مصالح أسيادهم – الأمريكان – الذين وضعوهم على سدّة الحكم في الجمهوريّات العربيّة، ومصيرهم لن يكن بعيداً عن مصير كلّ من تآمر على قومه ووطنه وعلى أحرار وأبطال المقاومة فيه... . أمريكا أضعف من أن تحمي عبيدها – الحكّام - الجاثمين على صدر الشّعب العربي، وغير قادرة كذلك على حماية مصالحها في الوطن العربي أمام غضب الشّعوب العارم، والتي ضاقت ذرعاً من استبدادهم واستعلائهم واستبدادهم... . أحزاب المُعارضة التي شكّلها وأسّسها الحكّام العرب بالإضافة إلى فرق (البلطجة والشّبيحة والنّبيحه) لن تحمهم في نهاية المَطاف من أقدام المعارضين الصّادقين، والمحتّجين الأصليّين وداسوهم وسيدوسونهم بأحذيتهم عاجلاً أم آجلاً... . التيّارات الإسلاميّة في وطننا العربي الكبير ليست سوى (فزّاعة) ودفاعات سلبيّة يستخدمها حكّام العرب المستبدّين لإخافة وإرعاب أسيادهم الغربيين، وأنّ هذه التّيّارات عبارة عن شهبٍ ومذنّبات قد تبعثرت واختفت حال ارتطامها بساعة الحسم الشّعبي والجد الوطني، إذ بدت مترنّحة وعاجزة عن دعم الشّعوب التي تنتمي لها أو الوقوف بجانبها، وأنّها ليست تيّارات بل شُعب منغلقة على نفسها وليس لها عدوّاً أكبر من الاتصال والتّواصل مع الآخر ممن هم خارج حلقاتهم ودوائرهم، وأنّ مطالبهم لا تتجاوز الشّعارات الدّينيّة والتي لها علاقة بكل شيءٍ ما عدا الواقع، واقع الشّعوب العربيّة ومُعاناتها في بحور الظّلم والاستبداد والاضطهاد بشتّى أنواعها... . الديمقراطيّة الغربيّة ما هي إلّا تمثيليّة تتكوّنُ من حلقات مفتوحة يقدّمونها على شاشات الفضائيّات، ومسرحيّة هزليّة لا تُعرض أو تلقى حضوراً إلّا على تراب المسارح العربيّة مُقابل أن يُسند للحكام العرب فيها فقط دور (كومبارس) أو ضيوف تَرفٍ وخَرَفْ... . الغرب لا يساوي وزناً لدمِ الآلاف العرب والتي تُراق بآلات الجيوش و (همرات) الأمن ورصاصها الحي بأوامر عبيده وخدّامه المبثوثين في كلّ بُقعة من بُقاع الوطن العربي، ويتواطأ معهم سرّاً وعلناً، ولكنّه يستنفر ويتأبّط شرّاً من أجل فك أسر الجندي الإسرائيلي (شلّوط)، ويستشيط غضباً لإطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين الشّرفاء من سجون ومعتقلات إسرائيل، ويتجاوز عن تجاوزات وفساد ومواقف وجنون وتصريحات وسلوكيّات وتصرّفات بعض الحكّام العرب لأنّهم منحوه (بترولاً) لا يملكه، أو قواعد حربيّة مجّانيّة لا يحلَم بها أبدا...، أو... . أثبت الشّعبُ العربيّ بأنّه حيٌّ لم يَمت، ولا يزال يتمتّع بنخوته وكرامته وكبريائه، وأنّ التّغيير قد بدأ وحصل وقادم بقوّة ليعمّ ويكتسح أعوان وعبيد المُستعمِرين الغرب والصّهاينة في الجمهوريّات العربيّة بعد أن علِم وتيقّن هذا الشّعب بأنّ أغلبهم قد ارتقى مُرتقاً صعباً في بلادهم وتسيّدهم وأذلّهم واستعبدهم وهو لا يستحقّ أن يكون أكثر من رويعيٍّ لغنمٍ أو أبقار في أرياف ومزارع لندن وباريس أو واشنطن، أو قائد عصابة وأعضاؤها خليطٌ من (المرتزقة والبلطجيّة والشّبيحة والنّبيحة)... !!! أثبت الشّعب العربي بأنّ حكّامه يُجيدون جميع اللغات ما عدا لغة القرآن، يحترمون كلّ الأديان ما عدا دين مُحمّدٍ، يبدون ما لا يكتمون، يوقنون آيات الله المُبصرة فيجحدونها ظُلماً وعلوَّ، أشدّاء على المسلمين رُحماء بالكافرين، غلاظ شداد انفضّت شعوبهم من حولهم...، يحطمون شعوبهم كالنّمل وهم يعلمون، لا يرقبون بالرّجال والأبطال والأحرارِ إلّاَ ولا ذمّه، عبيدٌ... وإن استطاعوا...؛ فلا ينتجون إلّا عبيدا، طغَوْا وعاثوا فساداً في البلاد والعباد. شكراً للشّعب العربيّ الطّيّب العظيم (تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا...وباقي أحرار شعوب الأمّة) الذي أثبتّ أخيراً بأنّ الأرض فعلاً تتكلّم عربيّاً، وأنّ الشعب العربيّ المُسلِم عندما ينصر اللهَ ينّصره، وإنّه إنْ أراد الحياة؛ فلا بدّ (بأمرِ الله) أن يستجيب له القدر... .