علي دعسان الهقيش يكتب: ما حدث للقذافي ليس من اخلاق الاسلام ...حين ينتهي عهد استبداد بمثله

ليست هذه أخلاق الإسلام...حين ينتهي عهد الاستبداد بمثله مع كل إيماني بان ما حصل مع الطاغية قليل بحقه جراء ما اقترفته يداه ,وان كل الحق لليبيين أن يخرجوا عن بكرة أبيهم احتفالا بمقتل الديكتاتور وتحرير كامل أراض ليبيا بعد أن سقطت أخر المعاقل سرت بحيها الثاني ومن قبلها بني وليد وولى عهد الطاغية إلى غير رجعه ,والحق هذا سببه 42 عاما من الظلم والجبروت والطغيان والفساد . لكن الأمر المشين والمخيب للآمال والذي افسد حلاوة كل هذا لدينا كعرب قلبنا على ليبيا على الأقل, تلك المناظر الوحشية والتي لا تعرف للإنسانية طريق والتي شاهدناها على محطات التلفزه عربية وغير عربية هي من أتت بكل ذلك ,تعددت الروايات والقصة واحده كيف قتل القذافي لكن تلك المناظر المروعة والغير مدروس بثها هي القول الفصل ,لقد شاهدنا الرجل يمشي على قدميه ويتحدث ويدافع عن نفسه ويستجدي وهذا معناها انه لم يدخل في مرحلة الخطر من إصابته أن كان هناك من إصابة قبل التمثيل به اقل القول أن ما حدث لا يعرف للرحمة طريق ,رأيت ورأى مع الملايين كيف تعالت الصيحات والتكبيرات التي ليس هذا معناها وهي براه ممن أطلقوها وكيف انهالت الضربات من كل حدب وصوب عليه تارة بالأرجل وتارة بالإقدام وكعاب البنادق وفوهات المسدسات و من بعدها الجرجرة على الأرض وتعفير الأنف بالتراب والدماء تلطخ الأرض وثياب المنتقمين ومن ثم رأيناه جثة هامدة كل وحشيات العصر بادية عليه ,هذا الأمر ولد شعور لدي على الأقل أن ليبيا وهذه البداية لم ولن تشهد عصر جديد عنوانه الحرية أن كانت هذه بداياتها بل أن الأمر بالمختصر رحل طاغية وحل محله طغاة على الأقل من القادة الميدانين لأنه وهذه فعلتهم الإسلام منهم براه لان تلك الأفعال المشينة لا تمت للإسلام بصله,على الرغم من أن هذا الجزاء يفوق الأعمال التي ارتكبها الطاغية ,لقد أضاعت ليبيا بصورتها الجديدة وبصنع قادتها العسكريين فرصة تاريخية لوجه مشرق بان تقبض على طاغيتها وهو أسير وتضمد جراحه وتؤمن له محاكمة عادله غير تلك المحاكمة الانتقامية ليجلها الحاضر وليذكرها التاريخ من بعد ,قام القتلة الجدد بإطفاء الفرحة بالانتصار لأنهم ضربوا بكل مبادئ الإنسانية عرض الحائط وناوأ بأنفسهم عن تعاليم دينهم السمحة وأخلاق نبيهم وخلفاءه الراشدين التي تصون للأسير كرامته ,نعم اطفوا الفرحة وجللوها بنقاط سوداء لن يمحوها التاريخ وان حاولوا تنقية الصورة . نعم ألقذافي من قبل ضرب بتلك القيم من قبل حين عاث فساد وجعل ليبيا عنوانا للبدائية قبل التاريخ عذب السجناء قتل العديد وحرق الإحياء والأموات اوجد المقابر الجماعية نكل بالا حياء ومثل بالأموات وما سجن بوسليم وضحاياه ألا نزر يسير من ذلك فكان الداخل لديه مفقود والخارج من بين يديه مولود . كانت تلك أفعال االقذافي هي من أوجدت الثورة لتكن حربا على الظلم ,لكن أن تكون الثورة هذه هي من تسلك نفس المسار فأي معنى لها ,حين اصدر القادة الميدانين قراراتهم بالإعدام المسبق دون أي أصول للمحاكمات الجزائية بحق ألقذافي وأبنائه وكافة أعوانه ,أي غوغائية تلك التي تفقد متذوقين حلاوة النصر معنى انتصاراتهم حين يتصرفون بأخلاق غير أخلاق دينهم ,الغصة والحسرة توالت مع كل جثة تصل مصراتة ليس حزنا على أصحابها لكن بالطريقة التي ارتكبت يقتل كل من طالته أيديهم أحياء يقتل القذافي ويقتل المعتصم ومن بعدهم سيكون مصير سيف الإسلام الذي لازال فارا, هذا ما شاهدناه وكيف بالمخفي وهو الأعظم ,لكن هي تصريحات قائد ليبيا الجديد هي المشجب لكل هذا حين أعلن عن مكافأة مجزية لمن يقتل القذافي ومن سار بدربة فكانت الدافع لتلك الأفعال الم يكن بمقدوره أن يكملها ليقول والقبض علية حي ويلح في هذه ,عار الاستبدادية الجديد لن يعفى منه وهو من مهد الطريق إليه . انتصرت الثورة المصرية من قبل برفعة قدرها عن هذه التي هوت بفعل رعونة قادتها ,حين رأينا المصريين لم تمتد أياديهم لطاغيتهم بل أنهم أكرموا و فادته حتى محاكمته كانت حضارية لنرى أنهم في كل يوم يقتلونه ألف قتله و لكنهم يسمون بها ,على العكس من هولا الذين قتلوا جبارهم قتلة واحده لكن هوت بهم إلى مدارك الفظاعة والبشاعة في صورة تعيد لنا ما فعله العراقيين إبان حكم طاغية أخرى في التاريخ العربي انه عبدا لكريم قاسم بمن سبقوه. كنا سعداء بانتصار الثورة على مستبدها ,لكن الأمر اختلف فضاعت حلاوة النصر لا ن ما حدث هو والحال هذه هو انتهاء حكم طاغية ليحل محله حكم طغاة في هذه الجزئية ,التي سينبذها الحاضر بعد أن تهدا العاصفة ويظهر المزيد وسيذكرها التاريخ كصفحة سوداء في جبين كل من كان خلفها .