يا شام ألا تغارين..؟!

يا شام ألا تغارين؟ منذ أكثر من ثماني أشهر انطلقت كل المدن السورية منتفضة من ذل فرض عليها وقهر مورس باحتراف على رؤوس أبناءها فبصقت على كل المارقين غصبا على تاريخها وباتت تجهز الأقدام لتدفعهم بها الى مزابل التاريخ غير مأسوف على نكاتهم المسكوبة على منابر الإعلام نصبا واحتيالا. انطلقت كل المدن في سوريا.. إلا الشام (دمشق) وحلب بقيتا على صمت ونحنحنة خجولة قد يفهمها الغول القابض على مفاتيح هاتين المدينتين.. ولكن لا يستوعب تخاذلها أبناء الوطن الثائرين، ويزيد من الغيظ مسيرات طافت شوارع الشام وحلب في اليومين السابقين وتحمل طروشها صور الجاثم على صدورهم كأنه صلاح الدين (مع اعتذاري للتاريخ لهذا التشبيه). لا احد يفهم أبناء الشام وحلب إلا النظام على ما يبدو.. فقد ترك لهم المياه تزور منازلهم ثلاثة أيام في الأسبوع.. والكهرباء لا تقطع الى أربعة ساعات في اليوم، ولكن هل هذا يكفي ليشتري صمت الفيحاء وأختها..؟!، لا بل هناك أيضا جوائز فصلية للتجار في موسم الحصاد.. خصم على ربع الإتاوة (الخاوة) لماهر الأسد وعلى نصفها لمخلوف والباقي منها أصبحت تدخل في حساب العميل يوم القيامة.. تجارها وعلمائها وشيوخها وكهولها أصبحوا (يقاقون) كما المدعومون وأصحاب الجباه المميزة درءا للركل بالأقدام وربما جنيا للمال.. ولكن هل هذا ينقلهم الى مراتب الشبيحة في نظر النظام..؟! يا أبناء الشام وحلب ما عدنا نقولها: متى ستفيقون من كبوة المأخوذ الى جهنم على عجل وبلا ثمن .. بل نقول كما قال المحبطين في متاهات الزمن في أمة ما عادت تفهم الوطن..(كفاكم صخبا وكفاكم خوفا وكفاكم مقاقاة.. فمن كرامتكم يتم دفع الثمن) والمصير نفس المصير لا مفر منه لمن يرقد على صمتكم ويراهن على ما تبقى من خوفكم.. نفس المصير لا خيار له غير مصير رفيقه الذي ختم اليوم مقتله رحلة العربيد (القذافي).. لا مصير آخر لهم.. أفلا تغارون من فرحة طرابلس وبنغازي بالحرية؟! جرير خلف