تركيا تتوغل بالعراق وتقتل مسلحين

قالت تركيا الأربعاء إنها قتلت 15 مسلحا من حزب العمال الكردستاني في مستهل عمليات برية وجوية استهدفت معاقل للحزب في شمال العراق ردا على هجمات متزامنة أسفرت عن مقتل 24 عسكريا تركيا.واستهدفت الهجمات التي وقعت بعد منتصف الليلة الماضية وشارك فيها ما بين مائة ومائتي مسلح وفقا لمصادر أمنية تركية ثمانية مواقع للجيش والشرطة في إقليم هكاري قرب الحدود مع العراق.
كما أسفرت الهجمات المنسقة التي تبناها لاحقا اليوم حزب العمال الكردستاني -وهي الأسوأ منذ قتل الحزب 33 جنديا تركيا غير مسلحين عام 1993- عن إصابة 22 آخرين من الجيش وعناصر الشرطة.وكانت تقارير قد ذكرت أن عدد القتلى في صفوف العسكريين الأتراك ارتفع إلى 26. بيد أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أكد عقب اجتماع للقيادة السياسية والعسكرية في رئاسة الوزراء أن عدد القتلى 24.وقالت محطات تلفزيون ووكالات أنباء تركية إن نزلا للعسكريين كان من بين الأهداف التي تعرضت للهجوم, وإن اشتباكا وقع حوله لمدة ثلاثين دقيقة.
رد فوري
وقبل إعلان حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجمات, أرسلت تركيا وحدات خاصة إلى شمال العراق حيث اشتبكت مع مسلحي حزب العمال.وقالت تقارير متطابقة إن ما يصل إلى 600 من أفراد القوات الخاصة التركية أرسلوا بالمروحيات وتوغلوا في شمال العراق مسافة تصل إلى ثمانية كيلومترات.وتزامن التوغل الذي أكده مصدر من حزب العمال لوكالة فرانس برس مع غارات شنتها طائرات تركية على مواقع مفترضة للمسلحين الأكراد في جبال قنديل بشمال العراق.
وقال مراسل الجزيرة في تركيا إن التوغلات البرية التركية في شمال العراق لمطاردة مسلحي حزب العمال تكون باتفاق بين أنقرة وبغداد. وبدأت العمليات العسكرية بعيد اجتماع للقادة السياسيين والعسكريين الأتراك في مقر رئاسة الوزراء.وكان أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو قد ألغيا زيارتين لكزاخستان وأوزباكستان تباعا, وتوجه قادة عسكريون إلى المنطقة التي وقعت فيها الهجمات. وتحدث في أنقرة عن مؤشرات على احتمال حدوث عملية برية تركية واسعة النطاق قريبا في  شمال العراق.
وأشار في هذا السياق إلى الزيارة التي قام بها لتركيا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي أبدى استعداد بلاده لضبط الحدود مع تركيا بعد أن تواترت عبرها هجمات حزب العمال الكردستاني على مواقع عسكرية تركية في الآونة الأخيرة.وصعد حزب العمال هجماته على القوات التركية في الأشهر القليلة الماضية, ورد الطيران التركي في آب  الماضي بقصف مواقع الحزب في  شمال العراق.يشار إلى أن هجمات حزب العمال جاءت بعد ساعات من نشر تصريحات منقولة عن رئيس الحزب عبد الله أوجلان –المسجون في جزيرة جنوب إسطنبول- قال فيها إن الكرة حاليا في ملعب الحكومة التركية في ما يتعلق بتسوية سلمية للصراع.

تهديد بانتقام
وبعيد الهجوم, توعد الرئيس التركي عبد الله غل بانتقام شديد من منفذي الهجوم.وحذر غل كل من يساعد حزب العمال من أن عليه تحمل عواقب ذلك, متعهدا بالاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى النهاية.من جهته, قال رئيس الوزراء إن بلاده ستستمر في مكافحة الإرهاب, ملمحا إلى تأييد خارجي لعمليات حزب العمال الكردستاني.
كما أشار أرشاد هولموزلو مستشار الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط إلى أن أياد خارجية ربما تقف وراء تصاعد عمليات حزب العمال الكردستاني.واستدعت أنقرة سفير الاتحاد الأوروبي لديها لتعبر له عن قلقها من موقف بعض الدول الأوروبية المتساهل تجاه حزب العمال. وبدأ حزب العمال عملياته المسلحة ضد تركيا عام 1984. ويقدر عدد ضحايا أعمال العنف المرتبطة بهذا الصراع بنحو 45 ألف شخص.