عون الخصاونة .. تصريحات بالجملة تحتاج لسحب الفرامل.. فالقادم أعظم وأشد !

خاص- أخبار البلد المحرر السياسي -  لم يمضِ على تكليف الرئيس الجديد عون الخصاونة ثمانية واربعين ساعة حتى بلغ عدد المقابلات الصحفية والمتلفزة العشرات، والتي حملت تصريحات ووعود ما أنزل الله بها من سلطان، الأمر الذي أعتبرته أوساط مراقبة بأنها صولات إعلامية سيدفع ثمنها الخصاونة في القريب العاجل !

عون الخصاونة الرجل الذي جاء من أروقة المحكمة الدولية في لاهاي ليس لدينا أدنى شك بأنه الرجل المحنك العارف باختلاف الجغرافيا السياسية بين الشارع الاردني وشارع "لاهاي" ، خاصة وان الرجل استلم في وقت سابق رئاسة أهم المؤسسات الرسمية ذات الصلة المباشرة مع الشعب الاردني خلال توليه رئاسة الديوان الملكي، لكن الامر الذي نشك فيه مدى اطلاعه على محتوى السلة التي عهد إليه بها سيد البلاد، وهي سلة فيها من البيض والحجارة الكثير، ما يتوجب عليه إزائها أن يدرك مضامين تصريحاته وخطورتها تجاه ما في السلة، حرصا على أن لا تطيح حجارتها بما فيها من بيضٍ قد لا يصلح (للقلي أو للسلق( في وقت لاحق !!

لسنا بموضع التشاؤم والحد من حماس عون، الذي تعكس تصريحاته بأنه لا شك الرجل المخلّص والمنقذ للحالة الاردنية الراهنة التي تتسم بالاحتقان والغليان المكبوت بعد إرثٍ احتجاجي قادته المعارضة حينا والاسلاميين حينا آخر، منذ اكثر من عام، وكان من شأنه أن أقيلت حكومتين لا يختلف إثنان بشأنها بأنهما كانتا الحكومتين الأكثر مجابهة وهجوما من قبل الشارع الاردني نظرا لمعضلات تقول بها الحالة الوطنية المطالبة بالاصلاح واجتثاث مكامن الفساد !

نبارك للرجل منصبه الجديد، ونسانده في مهامه القادمة، لكن نطالبه بكبح جماح تصريحاته التي تصّوره بأنه الرجل الخارق الذي سينشل البلاد والعباد من وحل ما خلفته حكومات متعاقبة، كان من أهم إرثها مديونية غير مسبوقة بتاريخ الدول في المنطقة، بالاضافة إلى ما سيجده أمامه في الدوار الرابع من كومة أوراق مبعثرة سيكون جهده فيها ترتيبها والبحث عن مخارج لأزمات البلاد ، وسيكون موقفه تماما كالباحث عن ابرة صينية الصنع في أكوام قش صنعها الترهل والتقاعس الحكومي في حكومات سابقة.

نقف مع عون الخصاونة كإعلام أردني شريك للدولة الاردنية، وسنبارك خطاه نحو تشذيب القوام الحكومي، وسنناهض معه أي توجهٍ يكرس مفهوم المنافعية الرسمية على حساب البلد، لكننا نطالبه في الوقت الراهن أن يسحب فرامل تصريحاته بشكلٍ محكم، كي لا يندلق عسل الوعود على جنبات الشارع المطالب بالاصلاح الفعلي بعيدا عن الصولات والجولات الاعلامية التلمعية التي بدأها الخصاونة عبر لقاءاته الاعلامية، حينها لن يجدي الحل أي عسلٍ أو أي نحل !