الحمود :غزة منسية عربيا في خضم الثورات التي تشهدها الشوارع العربية
أكد مستشار الشئون الدولية لجمعية اللاعنف العربية الدكتور نصير الحمود ان غزة منسية عربيا ودوليا في خضم الأزمات والثورات التي تشهدها الشوارع العربية والأزمات الاقتصادية الطاحنة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وتمنى الحمود نجاح الجهود الرامية لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ويذكر ان الدكتور الحمود يعتبر من الساسة الاردنيين المؤثرين في الساحة الاردنية سياسيا واقتصاديا بل تتجاوز نشاطاته حدود الاردن الى الوطن العربي والعالم من خلال عمله نائب رئيس صندوق تنمية الصحة العالمية الدكتور وسفير النوايا الحسنة، المدير الإقليمي لمنظمة (إمسام) سابقاً - المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وله اسهامات وفعاليات جمة على أصعدة مختلفة، له آراء تتسم بالجريئة بخصوص الأوضاع المختلفة في المنطقة والعالم، التقيناه ووجهنا له مجموعة من الاسئلة وكان هذا الحوار :
*- كشخصية أردنية بارزة على الساحة السياسة والاقتصادية .. ما هو تعليقكم على إثارة مشروع الوطن البديل في الأردن ؟
-إن إثارة مسألة الوطن البديل في هذا التوقيت تحديدا يثير الريبة ، بالتزامن مع تقدم السلطة الوطنية الفلسطينية للأمم المتحدة بطلب إعلان دولة مستقلة، كما أن الأصوات التي تتحدث عن الوطن البديل هي أطراف إسرائيلية وربما أميركية، إذ لا يحظى هذا الأمر بالقبول لدى كل من الأردنيين والفلسطينيين، فيما يساهم هذا الملف في التأثير السلبي على العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين ويأتي التأثير السلبي من قبل بعض ضعاف النفوس ممن لا يريدون تواصل هذه اللحمة الممتدة لسنوات ما قبل التاريخ، فقد كانت الخليل شقيقة الكرك فيما كانت السلط تؤأمة نابلس وهو ما ينطبق على علاقة النسب بين الشعبين اللذان يلتقيان أكثر مما يختلفان.تسعى أطراف إسرائيلية يمينية للتلويح والإشارة إلى أن الأردن تعد دولة بديلة للفلسطينيين وهو أمر لا تقبله الشرائع الدولية، فقد سبق أن أقرت هيئة الأمم المتحدة ودول كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية أن حدود الدولة الفلسطينية ستكون وفقا لحدود حزيران 1967، بل تطاولت تلك الأطراف اليمينية للحديث عن أن الأردن هي امتداد لدولتهم وهو أمر يظهر على شعارات أحزابهم التي تظهر وقوع نهر الأردن في قلب دولتهم التي تضم الضفتين الغربية والشرقية.أكد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم لدى حضوره الهيئة العامة للأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك، على الحق المقدس لعودة الفلسطينيين لديارهم وهو الحق الذي رفض الزعيم الراحل ياسر عرفات التنازل عنه على الرغم من الحجم الكبير للضغوط الأميركية.
*- سبق أن زرت غزة كمراقب أممي .. كيف ترى أوضاع غزة اليوم ؟
- لقد باتت غزة منسية عربيا ودوليا في خضم الأزمات والثورات التي تشهدها الشوارع العربية والأزمات الاقتصادية الطاحنة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا كما أن تراجع قدرات وكالة الغوث "أونروا" ساهم في زيادة معاناة أهالي القطاع الباحثين عن طرف فاعل يساندهم في معيشتهم الصعبة والتي تتجسد في تفشي البطالة وتراجع القدرات المالية على الرغم من إدراكنا للدور الايجابي الذي لعبته مصر ما بعد الثورة في التخفيف من وطأة الألم الذي يعايشه ويكابده سكان القطاع يوميا.الفشل الإسرائيلي في احتواء أهالي غزة المرابطين وابتعاد القطاع عن الضفة الغربية دفع تل أبيب للعمل على عزله عبر اقفل جميع المعابر والتحكم في المياه والكهرباء فضلا عن دخول وخروج السلع، ما يزيد من الصعوبات التي حققها فتح مصر لمعبر رفح ضمن ضوابط.
* - برأيكم في حال عدم قيام الدولة الفلسطينية . ما هو السيناريو المتوقع كبديل ؟
- أتمنى نجاح الجهود الرامية لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، لأن عدم حصول ذلك يعني فتح باب المنطقة على احتمالات ذات عواقب وخيمة على الولايات المتحدة الأميركية دفع الثمن الأكبر منها في حال استخدمت واشنطن حق النقض الفيتو ضد طلب إعلان الدولة.يتواجد نحو 11 مليون فلسطيني منتشرين في أرجاء العالم من حقهم الانضواء تحت دولة معترف بها دوليا ، كما أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يعد الأخير في التاريخ الحديث وذلك بعد تحرر جميع الدول من الاحتلال والاستعمار.
* - هل الأزمات الاقتصادية مفتعلة ؟
في جزء منها نعم فهي تعبر عن رغبة أصحاب النفوذ الرأسمالي من المؤسسات والأفراد في إعادة توزيع الثروة العالمية لتصب في صالحهم ، وهو الأمر الذي تنبهت له الشعوب الغربية التي خرجت للشوارع تندد بهذه المنظومة التي جعلتهم خدما لذوي الثروات هذا ان وجدوا فرص العمل في ظل تفشي البطالة التي تبلغ في دولة مثل اسبانيا نحو 20%.تحطم المؤسسات المالية الكبرى بتحركات أسواق المال والسلع ومضارباتها التي أسفرت عن خسارة المدخرين من العاملين والمتقاعدين لأموالهم تعبر عن هذه الرؤية الانفرادية الانتهازية لرأس المال، كما أن تجيير حصيلة رؤوس الأموال تلك لجهات محددة ساهم في تقويض الطبقة الوسطي التي تعد عماد نمو المجتمعات فضلا عن تنميتها.هذا الفساد المالي يحظى بغطاء سياسي في الدول الغربية وهو ما ينطبق على بلداننا العربية فالأولى سنت قوانين للإنقاذ المال للمؤسسات المالية الكبرى ولم تلق بالا للأفراد ممن تآكلت مداخليهم، وفي الثانية جرى الفساد المالي تحت أعين السلطات التي شارك كثير من الفاعلين بها في تلك العمليات.
* نلاحظ حضور مميز لكم على الساحة العربية والدولية .. ما هي الأسباب برأيك .. وكيف المحافظة على الزخم من النشاط السياسي والاقتصادي ؟
- لقد حرصت منذ سنوات شبابي على لعب دور اجتماعي وإنساني تطوعي أكسبني الكثير من المعارف والأصدقاء ثم سرعان ما تحولت تلك العلاقات لطابع دولي ليتم اختياري في عدد من المؤسسات الإنسانية التي أفخر في الانتماء إليها.وخلال تواجدي في تلك المنظمات ساهمت في إطلاق مبادرات وبرامج إنسانية إلى جانب مبادراتي الشخصية عند وقوع ظروف إنسانية أو كوارث تستدعي المساهمة كما هو الحال في اجتياح قطاع غزة فضلا عن زلزالي هاييتي واليابان.في الحقل السياسي،، فقد كنت أود منذ نشأتي دراسة العلوم السياسية نظرا لميولي فضلا عن رغبتي في اقتفاء تجربة عمومتي اللذين عملوا في الحقل السياسي، كما كان لدي هم قديم ذا صلة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية، كما شهدت خلال فترة طفولتي صعود نجم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي خلف أثرا في أبناء ذلك الجيل.ولدى عملي في المنظمات الدولية كان يتوجب أن أظهر مواقفي تجاه القضايا العادلة ومن ذلك اعتباري اجتياح عزة بالجريمة الإنسانية.ونظرا لعملي في مجال الأعمال فقد اكتسبت معارف اقتصادية تعزز مع متابعتي للتطورات المرافقة للأزمات التي تعصف بالعالم والتي تلقي بظلالها على البلدان العربية.