الرقمنة لغة العصر في زمن كورونا


 

بالرغم من هول المفاجأة التي نتجت عن جائحة كورونا كنتيجة للحظر والعزل المنزلي والطلب للتباعد الاجتماعي؛ مما حدا بالحكومة تعطيل المؤسسات الرسمية والخاصة؛ إلّا أن وتيرة العمل والتعليم يمضيان بكل يسر وسهولة بسبب الشروع مباشرة في العمل والتعليم عن بُعد؛ وما كان التعليم عن بُعد لينجح لولا البنى التحتية للاقتصاد الرقمي والرقمنة كوسيلة مرنة والذي أثبتت أن الأردن دولة قوية بتقنيتها والاقتصاد الرقمي عنوان ذلك من خلال من قطاعات متعددة في شبكة الإنترنت التي تمتد لمعظم أنحاء الوطن وكذلك الواي فاي وإنترنت الأشياء والحوسبة والتقنيات الرقمية؛ حيث يشكل الاقتصاد الرقمي ما نسبته ١٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

يمثل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العمود الفقري للاقتصاد الرقمي والرقمنة ويساعد الاقتصاد الوطني على النمو ويدعم دخول الشركات الأردنية لأسواق التصدير والمشاركة بالعطاءات العالمية وتصدير الكفاءات والأيدي العاملة؛ واهتمام الدولة الأردنية في الاقتصاد الرقمي والرقمنة كبير حيث أنشأ وزارة للاقتصاد الرقمي والريادة؛ وهذا دعم كبير من جلالة سيدنا حفظه الله ورعاه لغايات أن يكون الأردن مركزاً رئيساً لتكنولوجيا الحاسوب والمعلومات.

كما أن استثمارات الأردن في قطاع الاقتصاد الرقمي والرقمنة كبيرة والدليل تحفيز العاملين في هذا القطاع للعمل عن بُعد مما يؤشّر أن طاقاتنا في هذا القطاع وغيره فوق الأرض؛ حيث هنالك الكثير من قصص النجاح في القطاع جلها في القطاع الخاص؛ فالانتشار المذهل لشبكة الإنترنت في كل المحافظات والألوية والبنى التحتية الرقمية جعلها في متناول اليد لكل الناس؛ بدءاً من طلبة المدارس ومروراً بطلبة الجامعات ووصولاً لكل العاملين في القطاع الخاص والعام كتكنولوجيا عصرية في زمن الألفية الثالثة؛ والقدرة المذهلة للقوى البشرية الأردنية لبرمجة كل ما هو مطلوب في زمن قياسي سواء على الموبايل أو الحواسيب أو تصدير الخدمات للجهات الطالبة؛ حدا بالأردن بأن يكون من الدول المتقدمة في المعلوماتية والرقمية والإتصالات؛ ودليل ذلك الإنجازات المذهلة للتطبيقات والحلول الذكية التي قدّمت لأزمة كورونا الكثير.

الزخم الكبير على الشبكة أوقات الذروة كنتيجة لاستعمالات شبكة الإنترنت مؤشر على فعالية العمل والتعليم عن بُعد؛ وهذه الكفاءة العالية للشبكة تجعل هذا القطاع مساهم رئيس في دعم الناتج المحلي الإجمالي.

مطلوب التأكيد على الاستخدام الأمثل وبكفاءة لشبكة النت هذه الأيام؛ وذلك لإعطاء الأولوية للعاملين في الطوارىء والعمل عن بُعد بدلاً من البحث في التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب أو غيره؛ وبذلك لن نرى ضغطاً على الشبكة؛ ومطلوب الاستخدام الأفضل وإعطاء الأولويات لشبكة الإنترنت حتى لا نرى تراجع في الخدمات والسرعات ونقل المعلومات؛ وأجزم بأننا أحوج ما نكون هذه الأيام لنقل المعلومة بالسرعة القصوى دون أي تحديات أو مشاكل لنساهم جميعاً في خدمة وطننا الغالي.

وأخيراً؛ فالأردن يعوّل على الإقتصاد الرقمي والرقمنة الكثير في سبيل المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي والاستثمارات في مجالات الرقمية والاتصالات وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي والشبكات وغيرها؛ وفي زمن أزمة كورونا ثبت بأن الرقمية سلاحنا صوب المستقبل لنقل الأردن نوعياً في أتمتة الأشياء والتعامل مع المعلومات ونقلها وأمنها؛ فشكراً للسواعد والعقول الأردنية التي تساهم في رفعة الوطن الأشم.