.. لنعط الحكومة الجديدة لحظة!

نظن أن استقالة حكومة د. معروف البخيت كانت في وقتها، فهذا الهياج لا يمكن التعامل معه بالصبر، ولا يريد رئيس الحكومة مجابهته أمنياً. فقد وصلنا إلى قطع طريق المطار، ووصلنا إلى منع آلاف العمال من الوصول إلى مصانعهم.. ووصلنا إلى لغة جديدة على العمل السياسي الأردني!!.
هل نسمع غداً هتاف: فلتسقط الحكومة القادمة؟!. هل يصل «الانشطار البلدي»، والتسمية ليست لي، إلى حد ان لكل حارة بلديتها؟!. هل يصبح الدستور خارج اجماع الأردنيين؟!. هل يقبل الناس مجلس نواب يعطي رئيس وزراء 111 صوتاً بالثقة، ويحجب بعريضة لجلالة الملك الثقة عن رئيس وزراء دون تواقيع، مع كل هذه العصبية التي تتهم قرار الكازينو بالفساد، وتبرئ المسؤول عن قرار الكازينو من الفساد؟!.
نتمنى وقد غادر د. معروف البخيت دار الرئاسة ودخل د. عون الخصاونة للدار ذاتها، أن نعيد النظر بتعاملنا مع حكوماتنا بما تمليه علينا سلوكيات الوطنية الأردنية، وصعوبة المرحلة، ومهمات المستقبل!. فلا نفعل برجالنا ما يفعله الأطفال بالدمى.. يكسرونها ثم يبكون طالبين غيرها!!.
حين نحدد الفاسدين يتوقف هجومنا على مجهول اسمه الفساد. وحين نحدد دولة الأردن الذي نريده، نحاسب الناس على الخصخصة والمصمصة واستحضار علوم الاقتصاد والجهل في صندوق واحد. وحين نبني أحزاباً حقيقية نستطيع أن نتحدث عن حكومات منتخبة، أو تداول السلطة أو غيرها!!.
نسمع بربيع الثورات العربية ونحسب على أنفسنا تجمعات ومظاهرات واعتصامات يكون فيها رجال الأمن أكثر من هذه التجمعات والتظاهرات والاعتصامات، ونركب ظهر الإرادة الشعبية دون تفويض من الشعب. ونستعمل كلاماً لا نعرف معناه الحقيقي.. لأنه كلام مستعار!!
لو أننا نتابع ما يجري الآن في مصر وتونس لأعدنا النظر في ركوب الموجة, ولتوقفنا لحظة لفهم المرحلة. فتغيير أي نظام دون إعداد البديل سينتهي إلى الفوضى المهلكة. ومع ان الشعوب تعود إلى النهوض بعد لأيٍٍ لكن حجم الأوجاع والخراب الذي تسببه الفوضى لا يمكن تجاوزه بسهولة!!
فلنأخذ وقفتنا مع حكومة عون الخصاونة ولنسمح للقاضي الكبير أن يحكم.. فقد أتعبنا مفكراً, هادئاً وعاشقاً للأردن ودفعناه إلى الاستقالة.. عملياً منذ الأسبوع الأول لوزارته!!