كمامات الشعوب..


صحيح أن كمامة الوقاية من فيروس كورونا المستجد، باتت تملأ صور الفضائيات لكبار المسؤولين وغيرهم في جميع دول العالم، وصحيح أنها حاجة ملحة لمنع انتقال العدوى من شخص لآخر،وصحيح أنه سيتم نزعها حال اختفائه (الفيروس)،لكن الأصح أن كمامة الأنظمة الاستبدادية وراء جميع المصائب التي ألمت بالشعوب المقهورة.

كمامة الأنظمة تشمل حرية التعبير وكرامة الإنسان وسقطات اللسان، ونزوات المعارضة، وكل من يعادي السلطة، كمامة أبدية مفروضة بالقوانين ومطبقة بقوة الحاكم، ولا تراعي أحدا وليست مرتبطة بشيء سوى فيروس الحاكم المستبد الذي يقصف شعبه بمختلف أنواع الأسلحة، فيما كمامة كورونا أقل ضررا وأكثر مرونة في استعمالها أو تركها، والمخالفات عليها مادية بحتة بعكس غيرها من كمامات مفروضة على الشعوب المقهورة.

كمامة الشعوب مختلفة الأنواع والمزايا وسلسة الاستعمال، وتبديلها يحتاج لإذن الفيروس (الحاكم المستبد) وما بين دخول وخروج في كمامات الشعوب نجد أنها ثلاثة أنواع هي:›-

كمامة الشعوب المطاطية التي تستعمل لأغراض تلميع الفيروس المستبد عندما يقرر الخروج إلى الشارع ويصيح بأعلى صوته طالبا إطاعة الأوامر وإلا فإنه سوف لن يبرح المكان، وهذه الكمامات جرى تصميمها لأغراض هجومية على جميع المعارضين والمؤيدين للفيروس المستبد.

كمامة الشعوب الخشنة، وهذه من صناعات محلية ولا تصدر للخارج واستعمالاتها محددة في إبقاء القطيع بلا ثقافة وبلا علم، وبلا معرفة مما يجري حوله، ويرفض الفيروس بأنواعه الثلاثة استعمالها كونها لا تتلاءم وطبيعته في تخدير البشر فهو يصيب ونسبة الشفاء منه محدودة.

كمامات الشعوب الناعمة والتي تستبدل ويجري تعقيمها يوميا، ولا ترى في هذا الكون سوى كبار السن وممن يحملون الأمراض وخاصة القلب، وما يميزها عن غيرها بأن نعومتها أكثر فتكا من باقي كمامات الأنظمة الاستبدادية، فهي صناعة مستوردة وبأقساط مريحة.

كمامات فيروس كورونا المستجد بأنواعها الثلاثة يمكن الانتهاء منها حالما يختفي الوباء أو عندما يتم إيجاد لقاح فعال له، أما كمامات بعض الأنظمة للشعوب بأنواعها الثلاثة فإنها باقية ببقاء الحاكم المستبد، ولا موعد باختفائها مهما طال الزمن، وما يميزها عن غيرها وجود صناعة محلية ومستوردة وبأحجام وكميات كبيرة، والكل يعاني منها ولا يشفى، وهي أساس الداء والبلاء في جميع الأزمنة والأوقات وعمرها طويل، وأهم ما يميزها عن غيرها طريقة المغادرة والى أين؟!.

كمامات كورونا المستجد والحاكم المستبد تتشابه بالأعراض، التي يصاب منها الجميع،فلا دواء لهما، وربما ان العلماء يجدون للأولى علاجا أو لقاحا فعالا، وبعدها يتم نزعها أما كمامات بعض الأنظمة للشعوب فهي أبدية ولا علاج لها نهائيا،فكل مختبرات العالم فشلت في إيجاد دواء فعال لها.