لماذا عون الخصاونة ؟؟؟؟ بقلم المحامي فيصل البطاينة

منذ أكثر من عشر سنوات والرجل يعمل في حقل لاهاي وقضاياها التي لا علاقة لها بما يدور على ساحتنا الأردنية . العمانيون عرفوا دولته منذ ولد في الدوار الرابع حتى جلس على مقاعد الدراسة الثانوية لينتقل بعدها الى بريطانيا ويعود ويعمل في وزارة الخارجية الى أن أشترك في مفاوضات وادي عربة ليتسلم بعدها رئاسة الديوان الملكي وينتقل منها الى لاهاي منذ عقد من الزمان ولا يزال حتى كتابة هذه الأسطر ، حيث يستقر أيضاً في الدوار الرابع . أنا أعرف ان هذه البداية لا تروق للكثيرين لكنها الحقيقة التي لا تروق للكثيرين دائماً . منذ بداية القرن كبقية دول العالم مررنا بظروف أقتصادية وسياسية لا نحسد عليها مما يتطلب منا التغيير بكثير من المواقع وفي طليعتها موقع رئيس الوزراء وكان لا بد أن يكون التغيير نحو الأفضل مما يدعونا لأن نقارن بين صاحبي الدولة البخيت والخصاونة ونلاحظ ما يلي :- أولاً : كلاهما نال قسطاً من الدراسة العليا في بريطانيا العظمى وكلاهما شارك في مفاوضات مدريد حتى وادي عربة وكلاهما خدم في السلك الدبلوماسي وكلاهما أيضاً خدم في الديوان الملكي . ثانياً : أما البخيت ومنذ عشر سنوات ونيف أنتقل من سفاراتنا بالخارج للديوان العامر ثم الى الرئاسة بالدوار الرابع ثم الى مجلس الأعيان والى المحاضرات والندوات بالمناسبات الوطنية ليعود للرئاسة مرة أخرى في بداية الربيع العربي والكل يذكر ما جرى أثناء ولايته الأولى في الانتخابات البلدية والنيابية وما جرى بها من مآسي الى أن حدث الصراع بينه وبين الديجيتاليين الذين تغلبوا عليه بحكومته الأولى . وبعودته الثانية الى الدوار الرابع واجهت البلاد أزمة أقتصادية وأستشرى الفساد الذي ظهر منذ حكومته الأولى . ثالثاً : أما البديل السيد عون الخصاونة فلم يعاني مع الأردنيين بالعشر سنوات الماضية لأنه لم يكن بينهم بل كان في لاهاي يمارس وظيفة ً دولية أعطيت لبلادنا تقديراً لقيادتنا الهاشمية ، ولا ننكر على الرجل حين كان يزور البلاد وقت العطل والاجازات ليطمئن على مزارعه وعلى أحوال الأصدقاء والمحبين وأنا منهم . وخلاصة القول غياب الرجل عنا في السنين العجاف التي لا زلنا نكتوي بنارها يجعلنا نردد المثل العامي ( الذي تحت العصي ليس كالذي يعدها) فالتغيير بنظري ليس دائماً نحو الأفضل وكما قال الشاعر ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) . مشيراً بهذه المناسبة أن تغيير المسؤول الأمني الأول كان له وقعه الطيب في نفوس المحبين للدولة وهيبتها . حمى الله الأردن والأردنيين وأن غداً لناظره قريب .