الفعاليات التربوية في الزرقاء الاولى تتنادى لجمع الاموال لمنكوبي مدرسة هاني بن مسعود بعد أن نشرت أخبار البلد قصتهم
بسم الله الرحمن الرحيم الأسرة التربوية في مدارس تربية الزرقاء الاولى تتداعى لجمع مساعدات نقدية لمساعدة منكوبي مدرسة هاني بن مسعود من المعلمين الذين تعرضوا لحادث سير مروع بالقرب من جرش قبل عدة اسابيع . وقد تنادى مدراء المدارس والمعلمين وفعاليات تربوية منذ ايام لجمع مبالغ مالية من أجل الوقوف الى جانب الاساتذة المربين الذين تعرضوا لحادث سير مؤسف على طريق جرش خصوصا بعد ان تراكمت الديون على المصابين ولحقت الديون من توفاه الله تعالى . وتتلخص تفاصيل القضية التي نشرتها العديد من المواقع الالكترونية بتعرض سيارة تقل مجموعة من معلمي مدرسة هاني بن مسعود التابعة لمديرية تربية الزرقاء الاولى الى حادث سير مروع بالقرب من جرش حيث توفي معلمان والثالث بغيبوبة ومدير المدرسة كسرت قدماه التي تقلاه ويده اليمنى وكسرت بعض أضلاع صدره وشفي معلم آخر شاءت الاقدار ان يرى قيمة زملاءه في وزارة التربية والتعليم الاردنية . المعلم الأول في هذه الحادثة هو جلال خمسون عاما من العمر ومنذ ثمانية وعشرين عاما يدرس ويعلم الصف الاول الابتدائي وخرج على يديه الكثيرين ومنهم من تزوج ولم يرسل ابناءه الى مدارس خاصة بل قال اريد ابني عند الاستاذ جلال . الاستاذ جلال كان ذاهبا للمشاركة في زواج زميله من المدرسة يقوم بالواجب الذي تربى وربى علية طلابه لكن القدر أراد له ما كان . لم يمت الاستاذ جلال بل كان هناك أمل وبقي فيه نفس وأسعف الى المستشفى الذي مكث به يوم او يومان او اكثر عله يجد منقذا له كما انقذ الكثيرين من براثن الجهل والتخلف لكن ارادة الله كانت هي الاقوى وفاضت روحه الى بارئها وبقيت جثته في المستشفى حيث بلغ مجموع الفاتورة 3750 دينارا اردنيا . ولانه معلم وجارت على المعلم الدنيا كثيرا فلم يكن يملك سوى راتبه الشهري الذي لا يوصله الى الخامس من كل شهر ولم تستطع عائلته أن تدفع سوى 1500 دينار جمعتها من أيدي الناس دينا عليها ولكن المستشفى لم تسمح لذويه في اخراج جثة الاستاذ جلال الى ان يتم دفع كامل المبلغ في مشاركة واضحة من القطاع الخاص في احترام المعلم . ولم توافق المستشفى على اخراج الاستاذ جلال ميتا الا بعد أمر قضائي يحفظ حق المستشفى الذي لم يراعي وضع اهل الاستاذ النفسي حيث ان موته لم يكن طبيعيا . في يوم الدفن كنا ننتظر تشريف وزير التربية والتعليم ليكرم معلما لم يكرم في حياته وبعد ثمانية وعشرين عاما كنا ننتظر كتابة نعي له في الصحف كنا ننتظر أن يرسل وزير التربية مندوبا الى المستشفى وتخليص الاستاذ جلال وذمته وتكريمه ودفع كامل التكاليف الا اننا نحلم بجمهورية افلاطون الفاضلة وأن كل ما سمعناه من مبادارات وتكريم واحترام هو مجرد كلام يفصل على المقاس لمن يريدون . لم يحدث مما كان يحلم به الاستاذ جلال ومعلمين يعملون خدمة للتربية والتعليم حيث أن الامل كان يحدوهم ان يكافأ كل منهم في الحياة ولكن الواقع شيء والنظريات والدعايات التي تعلن عبر التلفزيون الاردني لا تشمل المخلصين من ابناء هذا الجيل . المعلم الاخر الذي توفي حديث التعيين ولكنه وتوفي بنفس اللحظة ولكن كان الفرق بينه وبين الاستاذ جلال انه ما دخل الى المستشفى ولم يحمل الاخرين الاعباء وتم دفنه من قبل اهله دون ان نرى وزيرا للتربية والتعليم او أمينا عاما يقف عند قبر هذا الاستاذ واكتفت وزارة التربية برفع العتب عنها وارسال مجموعة من طلاب الكشافة للوقوف بدلا منها وقيام مدير التربية بواجب العزاء الذي اتحدى ان يكون قد كلف من قبل وزير التربية والتعليم . أما المعلم الثالث عمار الدويك والذي لا تقل خدمته كثيرا عن المرحومين كان سائق السيارة وقد تفاجأ بببركة ماء في الطريق فتزحلقت السيارة رغما عنه ووقفت بوسط الشارع واذ بسيارة تسببت بوقوع القدر وكانت بسرعة جنونية فضربت سيارة عمار وقتلت من قتلت . عمار لانه معلم ولان وضعه المعيشي متعب كانت السيارة من سوء حضه منتهي ترخيصها ومنتهي تأمينها مما افقده الحقوق جميعها هو الان يرقد بغيبوبة في مستشفى الاسراء وحتى اللحظة قيل لي من المقربين أن المبلغ تجاوز العشرة الاف دينار في محاولات لانقاذه . حتى اللحظة لم أسمع أن وزير تربيتنا المحبوب أو رئيس الوزراء او اي من الحكومة تشرف بزيارة هذا المربي الذي يشخص بصره الى السماء راجيا الرحمة ومن حوله يقولون ما هذه المهنة التي تتنكر لمخلصها . عمار الدويك يعيش الان على الاجهزة ووالديه واخوته يجمعون له المال من ايدي الناس دينا علهم ينقذون فلذة كبدهم مع أنه انقذ الكثيرين من براثن الجهل , كم احتجناه في حياته وكم تنكرنا له في الممات . أما مدير المدرسة عاطف أبو عبيد فبعد خدمة طويلة من العمل في التدريس تنقل بين مدارس الاردن وخرج وعلم واستلم ادارة مدرسة هاني بن مسعود المدرسة الكبيرة باعداد الطلاب والذين يمتازون بالحركة والشقاوة التي تؤذي في كثير من الاحيان استطاع ان يسيطر عليهم ويحاول هو ومعلميه ان لا تخرج هذه المدرسة او تتسبب باحراجات لوزارة التربية والتعليم في اي شيء . كسرت قدماه وكسرت يده اليمنى وكسرت مجموعة من أضلاع صدره في الواجب الذي كان مدير المدرسة ذاهبا اليه لتهنئة احد المعلمين ومشاركته في الزواج الذي شاء القدر ان لا يصلان اليه . تكسر مدير المدرسة ففزع من في الميدان التربوي من زملاء له عرفوه حق المعرفة ولكن لم تفزع وزارة التربية لتقف الى جانب مديرها الذي رقد في المستشفى الاسلامي على حساب اخوته لم يتنازل وزير التربية والتعليم او اي من كادر وزارته بزيارة للمدير ولو لرفع معنوياته التي انهارت كثيرا بسبب وفاة زملائه وما ألم به من عارض . والسؤال الذي يتردد في جميع اوساط المعلمين اإلى هذا الحد هو احترام وزارة التربية والتعليم الاردنية بمعلميها وكيف سيحترم الطلاب المعلمين وقد رأو ان وزارتهم تتنكر لهم حتى في وفاتهم غير الطبيعية كيف سيحترم الطلاب المعلمين ووزارة التربية لا تقيم لهم وزنا سوى بالدعايات والاعلانات النظرية التي تلفت النظر وهي وهم على الواقع . التعليم التعليم التعليم في وزارة لا تهتم بركن التعليم الاساسي وهو المعلم مهان حتى في مماته . كنت اتوقع ان تقوم التربية بعمل مهيب لوفاة معلمين بلغو من الكبر عتيا تجعل الطلاب يتحدثون طويلا عن ذلك لكن وزارة التربية تنفق الاموال على مالا يجدي نفعا ولا يضع قيمة للتربية والتعليم . لف الحزن والسواد مدرسة هاني بن مسعود وبكاه الطلاب المقربين والذين تخرجوا من تحت ايدي هؤلاء المعلمين دعوا لهم بالرحمة وان يخفف عمن اصيب ويجبر كسر المدير ولف الحزن والسواد معلمي الاردن الذين ينظرون الى وزارة جامدة لا يحركها موت مروع لكادرها التدريسي . كان المعلمون جلال وعمار وعاطف ينتظرون التلفزيون الاردني ان يقوم بزيارتهم وعمل تقرير مفصل عنهم يروي المأساة ويفتح باب التبرعات للمساعدة بدل الدينار التي يدفعونها كل شهر ضريبة للتلفزيون . هل نقول ان على المعلمين السلام ام على التربية والتعليم ام كلاهما هل نناشد المسؤولين هل من مجيب لم نجد سوى الصحافة الحرة الالكترونية تتبنى نشر مأساة المعلمين الاربعة علها تجد أذنا صاغية عل الرسالة تصل الى معلمي الاول صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ويعطف على هؤلاء المعلمين وعائلاتهم ورفع الاكتئاب عن نفسيتهم التي اصبحت في الحضيض . على سيدتي صاحبة الجلالة الهاشمية تصلها الرسالة وهي المعلمة الاولى وان تنظر الى اسر هؤلاء المربين الذين ورثوا ديونا لا حصر ولا نهاية لها .... لقد بخلت علينا وزارتنا الحبيبة بنعي في الصحف الرسمية فكيف ستنجح التربية والتعليم الاردنية . الى هنا لم تنتهي القصة ولم يسمع صوت المعلمين الذين يئنون تحت وطأة الديون ولكن مدراء مدارس تربية الزرقاء الاولى ومعلميها يضربون اروع الامثلة في الوقوف الى جانب زملاء لهم مكثوا طويلا وفي النهاية تنكرت لهم وزارتهم . ومن هذا المنبر الاعلامي الحر نداء الى كل ميسور حال ومقتدر ان يراجع مديرية تربية الزرقاء الاولى ليعطي ما تجود به نفسه عل الله يبريء ذمة من توفي ويرحم من بقي اسير المستشفيات .