الأردنيون في قاعة الإمتحان...!
- عند لإمتحان ، يُكرم المرء أو يُهان ....! - َلا يختلف عاقلان في المملكة الأردنية الهاشمية على ضرورة الإصلاح ، السياسي ، الإقتصادي ، الإجتماعي والثقافي ، كما لا شك أن مَثَل ًالفساد في بُنية المجتمع والدولة كوباء مُعْدٍ ، تَجِبُ مكافحته وإجتثاثه وحرق المصابين به ، لتحصين المجتمع وأجهزة الدولة من هذه الآفة الأشد خطرا . - ولما كان جلالة الملك يقف على رأس عملية الإصلاح ،ويشن جلالته حرباً على الفساد ويدعو لتفعل دور القانون والقضاء لمكافخة الفساد والفاسدين والمفسدين ، مُقرناً جلالته القول بالفعل إذ جاء برئيس وزراء جديد ، لا تشوب مسيرته شائبة وصفحته بيضاء ناصعة ،وقدم جلالته رئيس وزرائه للشعب الأردني ، بكل أطيافه ومشاربه السياسية ، بخطاب تكليف سام كحد السيف ،دفع الكرة في ملعب الشعب ليكون شريكا في الحكومة ، ومكوناً أصيلا في الولاية العامة على الدولة والمؤسسات العامة والخاصة ، في مرحلة الإعداد والتجهيز لصياغة قوانين وأنظمة توافقية ، تنقل الأردن نقلة نوعية سياسيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا وثقافيا ، بحيث يصبح الشعب صاحب القرار ، من خلال مجلس نواب يمثل إرادة الشعب ، خاصة وأن بمقدور هذا المجلس إن أُحسن إختياره، أن يمنع وصول أية حكومة إلى الولاية العامة على الدولة ومؤسساتها ، ما دامت الحكومة "أية حكومة" تحتاج إلى أغلبية برلمانية تمنحها الثقة ،، وبمقدور مجلس النواب أن يحجب الثقة ، حتي عن عشر حكومات لا يرضى عن برنامجها ، كما يمكنه أن يتعامل بنفس النمط مع كل وزير على حدة ، وهذه دلالة واضحة أن أية حكومة قادمة بموجب الدستور الجديد ؛هي حكومة برلمانية ، منتخبة من ممثلي الشعب وبطريقة ديموقراطية ، كونها حصلت على ثقة الأغلبية البرلمانية ، وهذه رمية أخرى في مرمى الشعب ، حين ينتخب برلمانا من أحزاب ، كتل أو أشخاص ، يتسمون بالنزاهة ، الحرص الوطني ، الثقافة والوعي ، يخدمون الوطن بعيدا عن السعي للمنافع الخاصة ، الخدمية ، الجهوية أو الإنحياز الحزبي والكتلوي على حساب الحقيقة الوطنية. - الراهن أن الرئيس المُكلف يقول : هذه يدي عن الدولة تصافحكم ،،، فاصافحوها يصافح بعضه الأردن - منذ أن رفضت بعض القوى والأحزاب السياسية المشاركة في لجنة الحوار الوطني ، ومن ثم اللجنة الملكية لتعديل الدستور ، قلنا واليوم نقول إن الأصل هو المشاركة في ورشة العمل الوطني ، ما دام الإعلام متاحا ، وما دام بإستطاعة الجميع الإعلان عن آرائهم وتبيان مواقفهم ، تجاه أية خطوة في مسيرة العمل ، وكما بالإمكان طرح أية فكرة ، موقف أو رأي للنقاش العام ، وقلنا وما نزال نقول أن أي بند من أو خطوة في عملية الإصلاح ، لا يُمكن تفصيلها على مقاس واحد ، إذ لا بد من التوافقية بين مختلف الأراء المتباينة ، من أجل مصلحة الوطن الذي يحتوي الجميع ، لأن التمترس أو التعصب لفكرة بعينها أو خلف صيغ صماء ، أو وراء عناوين أيدلوجية هو خارج سياق ومفهوم الحوار الوطني ، فالحوار الوطني يعني ستة ملايين نسمة ، وليس مجرد حل إشكالية بين شخصين ، حزبين ، كتلتين ، حركتين أو تجمعين من القوى المؤطرة في سياق أفكار وبرامج محددة أيدلوجيا ، سياسيا أو ثقافيا ، فهذا حوار وطني بمعانٍ أكبر من الأشخاص والأطر ، لا يمكن إنجازه بغير الصيغة التوافقية ، التي لا تتم بدون أن يذهب الجميع إليه ، وكل منهم هو ستة ملايين نسمة . - عشرة شهور قضت وحفلت بالكثير من الإيجابيات والسلبيات، يُفترض أن تكون محفزاً لإعادة قراءَة المشهد الأردني بروح الوطن ، الجغرافيا ، الديموغرافيا ،الإقتصاد، الأوضاع الإجتماعية ، الأزمة الثقافية ، الإصلاح الشامل ، الفساد ، الإقليم وتداعياته ، العالم وأوضاعه ، مواقفه وضوغوطه تجاه الهم الأردني المركزي "قضية فلسطين" وما يُنبئ به إرهاصات الحروب والصراعات الدولية والإقليمية ، حتى نصل إلى علة العلل ، الكيان الصهيوني كذراع لليهودية العالمية ، من أتباع الإله المحجوب يهوه الذي يرى أن ما غير أتباعه من البشر هم "جويم" عبيد وخدم ليهوه وأتباعه ، فما بالنا نهيم بالمناكفة والمقاطعة ، نُدير ظهورنا للوطن ونحن ندري جميعا أن الوطن مهدد ، تحاك ضده المؤامرات بحيث إن لم يكن وطنا ونظاما بديلا ، فسيصبح ضعيفا ذليلا، وغير قادر على الحفاظ مصالحه ومكتسباته ، التي أسهم في إنجازها الأردنيون جميعا ، وهذه المصالح "شئنا أم أبينا" مرتبطة عضويا ومندمجة حتى النخاع العظمي بمآلات قضية فلسطين. - نعود إلى رئيس الوزراء المُكلف ويده "يد الملك" الممدودة للجميع "" أذكر بمقولة شيوعية :إزرع الكلمة الطيبة حتى في صحف العمالة"" فما بال قادة الإصلاح وما عليهم من واجب تجاه الوطن ، الذي يجهدون من أجل حمايته ، تقدمه ، رفعته ، تماسكه ، قوته وحرية شعبه وكرامته ، ماذا سيقول هؤلاء لعون الخصاونة ...؟ - إن كنا وما نزال نقول ، إن إنجاز الإصلاح بمثابة إمتحان للدولة ، فإن الإسهام الوطني في صياغة أدوات الإصلاح عبر الشراكة مع الحكومة ، من قبل القوى الحية والعقلانية في المعارضة هو الإمتحان الأصعب ، خاصة وأن الملك والرئيس المُكلف يتركون المجال رحبا للجميع كشركاء وطن ، ولم يغلق الملك بوابة الإصلاح ، كما أن الرئيس المكلف شطب اللون الأحمر من قائمة الألوان ، فما قولكم دام فضلكم...؟ - نسأل الله الهداية للجميع ، وندعوه جلت قدرته أن يحمي الأردن والأردنيين ويُلهم الجميع الصواب. نبيل عمرو-صحفي أردني nabil_amro@hotmail.com