اردنيا وعربيا ينظر لمسألة ضم الاراضي من زاوية مدى اعاقتها لقيام الدولة الفلسطينية التي تعد مصلحة فلسطينية واردنية مصيرية واستراتيجية، ناهيك بالطبع عن انها مخالفة للقانون الدولي واخذ ارض محتلة بغير حق من قبل المحتل. ضم اراض بالضفة يقوض بل وقد يقضي على حل الدولتين، حيث يقضم الارض التي هي في الاصل اراض ستقوم عليها الدولة الفلسطينية، لهذا فهي مرفوضة وستؤثر لا محالة على علاقات اسرائيل بمحيطها العربي خاصة الدول المعنية بشكل اساسي ومفصلي بقيام الدولة الفلسطينية، كما انها مرفوضة فلسطينيا لأنها تتعارض من المشروع الوطني الفلسطيني في جوهر تفاصيله.
الولايات المتحدة تبطئ للآن قرار ضم الاراضي، مشترطة ان يترافق ذلك مع تفاوض مع الفلسطينيين حول باقي بنود صفقة القرن، ما يعني فعليا الموافقة الضمنية على الضم، لأن نتنياهو لن يجد مشكلة بعرض التفاوض على الفلسطينيين لانه يعلم انهم سيرفضون التفاوض ضمن ما هو معروض عليهم في صفقة القرن. الذين كتبوا وطرحوا صفقة القرن يحصدون الآن سوء ما زرعوا بعد ما اعطوا لإسرائيل كل ما طلبت دون ان يفعلوا الشيء ذاته مع الفلسطينيين في انحياز صارخ ضدهم. ما كان يجب فعله ان يكون التوافق منذ البداية هو اسلوب العمل، وان يتم التطبيق بالتتابع بين عناصر تسوية يقبل بها الطرفان، لا ان تكون مجرد اعطيات لنتنياهو دون اي حساب للطرف الآخر.