حتى لا نعود خطوتين للوراء ..!

أخبار البلد - كانت التوجيهات الملكية للحكومة، الأسبوع الماضي، باتخاذ الخطوات اللازمة والتدابير الوقائية مع عودة الانفتاح الطبيعي للقطاعات الصناعية والانتاجية وغيرها حتى لا نعود خطوتين للوراء كما أكد جلالته. وقد جاءت هذه التوجيهات منسجمة تماما مع تصريحات المسؤولين في منظمة الصحة العالمية باتخاذ الحذر الشديد عن العودة عن اجراء العزل والحجر المنزلي حتى لا يعود الوباء للضرب من جديد، حيث اثبتت التجربة نجاعة اجراءات الحجر في الحد من انتشار فيروس كورونا الذي لم يترك دولة إلا وضربها في الصميم ووقفت الأجهزة والمؤسسات الطبية عاجزة بشكل كبير في التعامل مع المرض الذي أصاب الآف الحالات.

في المقابل قامت الحكومة باجراءات وقائية مهمة منذ اليوم الأول لاكتشاف أول حالة فيروس كورونا في الأردن، وكانت هذه الخطوات محل تقدير من كافة ابناء المجتمع الأردني الذين التفوا حول هذه الخطوات، مما ساعدنا بشكل كبير على تجاوز مرحلة خطرة كانت ستؤثر بشكل كبير على الأردن. وقد أثبتت هذه الخطوات التي قامت بها مشكورة وزارة الصحة في تخطي الأزمة والوصول إلى مرحلة لم تصب داخل الأردن للأيام الستة الماضية أي حالة، باستثناء حالات لبعض سائقي الشاحنات من غير الأردنيين.

الآن ومع عودة الحياة التدريجية لطبيعتها فإن المخاوف تتفاقم من عودة الوباء مرة ثانية مع ما شاهدناه خلال الأيام القليلة الماضية من استهتار وعدم التزام من عدد كبير من المواطنين باجراءات التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات والقفازات وغيرها من متطلبات السلامة. وقد شاهدت خلال خروجي لأول مرة من منزلي منذ 45 يوما أن الأسواق تعج بالمواطنين غير الملتزمين بلبس الكمامة ويتهافتون على الشراء بدون أي تباعد اجتماعي وكأننا في وسط مجاعة أو أزمة شديدة لا سمح االله هذا ناهيك عن عدد كبير من السيارات المخالفة وغير الملتزمة بالفردي والزوجي.

لقد أحسنت الحكومة صنعا عندما أصدرت امر دفاع بضرورة لبس الكمامة والقفازات في المولات وأماكن التجمع، وغيرها وفرضت غرامة تتراوح بين 20 إلى 50 دينارا على كل المخالفين، وحتما سيكون هناك عدد كبير من المخالفين أسوة بالذين خالفوا قرارات الحجر وخرجوا بسياراتهم وبلغ عددهم أكثر من 17 ألف مخالف.

اليوم انتهت الأمور عند الحكومة بالعودة عن نظام الفردي والزوجي والسماح للكل بالخروج ابتداء من يوم الاحد المقبل، ولذا سنعيد التأكيد على ما سبق أن كتبته من أن المسؤولية اليوم هي على المواطن ووعيه بالخطر المحدق في كل طلعة يطلعها وهو غير محصن من العدوى إضافة إلى التأكيد على ضرورة تغيير العادات الاجتماعية والتوقف عنها نهائيا حتى اشعار آخر.

تراهن الحكومة والناس ووسائل الإعلام التي تبث التوعية الصحية على وعي الناس، ونحن لطالما كان وعي الناس في مجتمعنا الاردني كبيرا والرسالة المهمة التي يجب ان تصل هي: فليحافظ كل منكم على أسرته واولاده ولتتقوا االله في هذا الشهر الفضيل في اتباعكم اجراءات السلامة لعل الخاتمة لهذا الوباء في الأردن والعالم تكون بخير