عليكم بالإستباقية يا معالي الوزراء الاكارم

عليكم بالإستباقية يا معالي الوزراء الأكارم بقلم: شفيق الدويك – هيوستن لماذا نــدع المتغيرات والظروف السيئة أو السلبية أو غير المواتية التي من المحتمل أن تحيط بمؤسساتنا في أية لحظة تتحكم بمؤسساتنا وبنا؟ ولماذا لا نتحكم نحن بتلك المتغيرات قدر الإمكان، ونستبق تبدّل المتغيرات والظروف لتحقيق أهدافنا، ونصنع قصص نجاح وتميّــــــز وتفـــوق من الممكن تحقيقها؟ لماذا لا نبادر قبل وقوع المشكلة أو الكارثة لنبدأ بعد ذلك في البحث عن حلول لها؟ لماذا لا نخفف آلام وعذابات الناس الذين هم أمانة في الأعناق؟ ولماذا جرت العادة (عندنا) أن ننتظر حدوث المشاكل في مؤسساتنا، وقدوم الكوارث لمواجهتها وقت حدوثها أو لحظة وصولها إلينا فقط وبطريقة رد الفعل بدل الإستباق والتهيؤ والتحفز والإعداد المسبق لأي طارئ؟ إن ما حدث قديما في وزارتي التربية والزراعة، على سبيل المثال لا الحصر، يجعل جميع رؤساء مؤسساتنا في وضع مناسب الآن وأكثر من أي وقت مضى للإستجابة لمتطلب "الإستباقية" في إدارة شؤون مؤسساتنا ومهما كان نوع النشاط الذي تمارسه/تؤديه. إننا بحاجة الى تنشيط قلوب مؤسساتنا وتحريك الدورة الدموية فيها إستنادا الى هذا المبدأ الإداري الحيوي والهام. إن التفكير الإيجابي السليم يكون عادة إستباقيا و جاهزا، والمؤسسات التي تتصور/تتخيل السيناريوهات المستقبلية (المشاهد المستقبلية) هي مؤسسات حصيفة، تسير على طريق الريادة والنجاح، وقادرة على التميز وتحقيق الغايات أو النهايات المعدة مقدما بضمانة مرتفعة نسبة التوقع الإيجابي منــها. ولضمان الإستباقية الإيجابية المثالية يا من أوكلت إليكم المسؤوليات، وتجنب طريقة التفكير المؤسسي السلبي، فإنه ينبغي مراعاة الأمور أو الإرشادات التالية من قبل رؤساء المؤسسات: - دعوا النهايات (الأهداف) في مقدمة تفكيركم اليومي، إستنادا الى رؤيتكم، أي إستشرافكم للمستقبل، وتحديدكم للمهمات التي تنوون القيام بها. - إعرفوا قيمكم التي تؤمنون بها، مثل: الإستقامة، الأمانة، النزاهة، حسن التعامل، النبل، وتمسكـــــوا بها أثناء تأدية الأعمال. - وفق رؤيتكم، تصوروا النتائج التي ينبغي تحقيقها، لأنكم إذا كنتم لا تعلمون الى أين أنتم متجهين، فمن الصعب عليكم الوصول الى نهايات مثالية. - عززوا الإيمان بأنفسكم، وبإمكانياتكم، قدراتكم وطاقاتكم الكامنة، وهذا في الغالب يحقق نصف الإنتصار في المعركة. - إكسبوا محبة الناس واخدموهم، ففي الحب تكمن القوة، وهو يجذب الآخرين إليكم، ويعطي أفضل النتائج لكم، لأن العلاقات دائما أهم من الأشياء. أخيرا، ينبغي الأخذ بعين الإعتبار أن ليس بالضرورة أن تكون نهايات (أهداف مؤسساتكم المتحققة) مثلما خططتم لها. لذا عليكم أن تكونوا مستعدين دائما لتقبل مثل تلك الأوضاع، فهي تحدث مع الآخرين في مؤسسات أخرى.