الاردن بين مؤيد ومعارض
تزداد الأوضاع احتداما بين من هو مؤيد و معارض يريد الاصلاح ومكافحة الفساد على حد قولهم, والغاية من ذلك تحسين الأحوال في الوطن قدما الى الأمام. وهذا قول جميل و غاية نبيلة. وأريد التوضيح هنا أن المؤيد أيضا يحب وطنه ويريد مكافحة الفساد ورفعة الوطن والعدالة لجميع الأردنيين. ولكن يا ترى هل ما يحدث الآن في الشارع الأردني من اشتباكات وقطع الطرق يؤدي فعلا الى ما يريد الأردنيين من تحقيقه لهذا الوطن العزيز,الذي بناه الهاشميون الشرفاء منذ انطلاق الرصاصة الأولى بهمة و عزم نشامى الأردن أجدادكم وأجدادنا آبائنا وآبائكم. ان صوت العقل و الحكمة يقول لا و ألف لا أن هذه الاشتباكات التي لن تخلو من وساوس المندسين بين المؤيدين والمعارضين لن تؤدي لتحقيق ما يريده الأردنيون للأردن من قوة ومنعه ولن يديم علينا الأمن الذي ننعم به, و إنما سيضرم النار لتأكل الأخضر واليابس. وأنا أوجه كلماتي هذه الى من هو مؤيد ومن هو معارض,فإذا كان كلا الطرفين يسعى من التظاهر الى خير الأردن حقا,فإن الخير للأردن ليس بخروجكم بهذه المظاهرات التي تصب الزيت على النار,بل يجب أن تلتقي خلافاتكم في الأسلوب و الرأي عند نقطة الحب والاخلاص الحقيقي للوطن الذي يتطلب منكم في هذه الأوقات أن تلتحمو مع بعضكم البعض وأن تتكاتفوا لمنع الفتنة ومنع تدمير وطننا الغالي الذي بنيناه بدمنا و عرقنا وجهد آبائنا على مر السنين فالمغفل من يهدم تعبه في لحظة طيش و تسرع و تقليد أعمى. يجب أن لا نترك الفرصة لأصحاب الغايات والأهداف الحقيرة أن يحققوا مبتغاهم على أنقاض الوطن فهم لا يأبهون له و قولهم "علي و على أعدائي" فابن الوطن المنتمي بإخلاص لوطنه لا ينطق بمثل هذه العبارات. أما المواطن الحق المخلص لوطنه والانسان الحر الذي يطلب حقاً يطلبه وهو يبني وطنه لا أن يدمره,يطلبه وهو يحمي وطنه فلا يكون السكين التي يذبح بها الوطن. إن بلدنا الآمن ينظر اليه جميع من حوله بعين الحسد على الطمأنينة و الاستقرارالذي حرمت منه الكثير من الدول, بل وينظرون بعين الحسد لهذه الأسرة الاردنية الواحدة وراعيها القائد الهاشمي حفظه الله, وحفظ الله الأردن والأردنيين أبناء الاسرة الواحدة. وأنا أدعوكم أن تقطعوا دابر الفتنة قبل ولادتها بالعقل والفكر النير والحوار والحذر, وأفسحوا مجالا للاصلاح وللإصلاحات القادمة أن ترى النور فيراها أبناؤنا وأبناؤكم بعون الله. تماضر غنيمات نائب المدير العام للوطنية لتنظيم العمالة الوافدة - تحت التأسيس-