حنين الى الوطن بعد طول غياب

لست ادري...
أجلس خلف ذاكرتي القويه احيانا و المثقوبة احينا اخرى، أنتظر قدوم قصة أو إلهام اكتبه ، وأحيانا أتشاغل عنهما بالبحث عن اصدقائي واقربائي وفرسان طفولتي كطلال وجمال وصدييقي الراحل محمد ابراهيم وابو حمامه ونضال واخرون كانو سحرا وزهورا في اطار طفولتي ، فلا اجدهم ،وألتزم الصمت ، أشعل سيجارة بغيظ علما باني لا ادخن، أنفث حلقات الدخان كدوائر في غرفة ليس فيها سواي ، اتأمل حلقات دخانها تتصاعد قليلا قليلا ثم تتلاشى .

أحسب احيانا أني تلك الدوائر الحمقاء ، تصاعدت كثيرا وبحثت عن أشياء كثيرة ، بحثت عنك وعني ، بحثت عن القصائد وبقايا الفرح فيما تبقى لي من عمري ، ارتحلت معتمرا بين حقول القمح وعلى جنبات وادي العرب وعنب حاكورة عمي فالح ، تجمّلت بألوان قوس قزح وركضت في شوارع وحارات بلدتي كفراسد الصغيره والشوارع الترابيه تلسع قدميّ الحافيتيين بسياط من لهب الشموس ، فتقذف بي الى بيت دار عمي محمود حيث طلال كطائر الكناري واضع عشه في غرفته الشماليه ومن هناك نبدا بتخطيط جديد وغالبا ما يكون لعب طماوه سرقة حصرم او تحطيم شجرة بلوط.

ااااااه يا ملح الطفولة كم ظمأت روحي هناك . على عتبات بيوت بلدتي الصغيره كان برد الشتاء وصقيع الحياة ينهش من جسدي وانا متبسما . وحيث دكاكين عمي محمود وابو فالح والحاج رضوان وابو شرف مرحومين باذن الله . وكان سروال رياضتي من قماش كتب عليه : هدية من شعب الولايات المتحدة الامريكيه ويدان متصافحتان ، فهل كانت من الحكمه ترك الاحبه لمطاردة الاحلام وكنوز سليمان وراء المحيطات؟؟....
لست ادري.....!!

ابنكم المخلص - عصام عموري- نيويورك