"كوفيد- 19" يعصف بالانتخابات الرئاسية الأمريكية

حَوَّل "كوفيد- 19" المواجهة بين المتنافسين في الانتخابات الامريكية من منافسة على منصب الرئيس الى صراع حول موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، المقرر الثلاثاء 3 تشرين الثاني نوفمبر القادم.

فالمرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية جو بايدن حذر من محاولة الرئيس الامريكي دونالد ترمب تأجيل الانتخابات الرئاسية بحجة الازمة الصحية والاقتصادية التي فجرها تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

صراع اتضحت معالمه من خلال الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الامريكي دونالد ترمب لجو بايدن؛ اذ اتهمه بالغياب الكامل عن المعركة مع الوباء التي يخوضها ترمب في حين "يقضي بايدن وقته نائمًا في المنزل".

واللافت للنظر أن تصريحات ترمب جاءت في معرض رده على دعوات بايدن إلى مواجهة الرئيس في مناظرة تلفزيونية، وهو رَدٌّ أوحى بنزعة كامنة لدى الرئيس إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية.

لكنَّ المخاوف من إمكانية تأجيل الانتخابات الامريكية تعززت بتصريحات صادرة عن روبرت ريدفيلد رئيس المركز الأمريكي للمكافحة والوقاية من الأمراض، حذر فيها من موجة ثانية لتفشي الوباء الخريف القادم، لتتزامن مع موعد الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر تشرين الثاني القادم.

تصريحات ريدفيلد تعتبر مرجعية في حال رغب الرئيس الامريكي في تقديم مبررات معقولة لتأجيل الانتخابات؛ فبعد أن كان ترمب متحمسًا لرفع الحظر في العديد من الولايات إلى درجة دخله صدامًا مباشرًا مع عدد من حكام الولايات، عاد ليعبر عن حماسة منقطعة النظيرلتمديد مدة الحظر! والتباعد الاجتماعي!

فترمب سارع الى الاعلان عن نيته تمديد فترة الحظر والتباعد الاجتماعي الى الصيف المقبل، ومن الممكن الى ما بعد الصيف في تلميح منه لإمكانية توافر اسباب اضافية تعيق إجراء الانتخابات التي يخشى خسارتها بعد النكسات الكبيرة التي واجهها في التعامل مع "كوفيد- 19"، دافعًا نانسي بيلوسي زعيمة الاغلبية في مجلس النواب الى الانضمام لبايدن في التحذير من نوايا ترمب بتأجيل الانتخابات.

الهواجس من "كوفيد- 19"، وإمكانية تأجيل الانتخابات دفعت بعض الخبراء والمشرعين إلى ترجيح اجراء الانتخابات إلكترونيًّا؛ ما يشكل مبررًا آخر يدفع ترمب للاعتراض، بحجة اختراق الشبكة او تزوير النتائج، بحسب بعض المراقبين لسلوك الرئيس ورغباته.

الانتخابات الأمريكية باتت رهينة "كوفيد- 19"، والتوقعات المتعلقة بالتعافي من الوباء نهاية مايو ايار القادم، او بموجة ثانية تجتاح البلاد وتعطل الحياة العامة وعجلة الانتاج الخريف القادم في ايلول سبتمبر.

التوقعات المتعلقة بـ"كورونا" المستجد (كوفيد- 19) باتت المعيار الناظم، والضابط للصراع السياسي داخل الولايات المتحدة؛ فالوباء عصف بالساحة السياسية كما الحال بالقطاع الاقتصادي، على أنَّه بلغ ذروته السياسية الجمعة الماضية 24 نيسان ابريل باهتزاز اليقين بموعد الانتخابات الرئاسية في امريكا، واضطراب مسارها لأول مرة في تاريخ أمريكا!