الوضع النفسي يا حكومة
بملء الفم نريد للأردن والعرب والمسلمين والعالم أن ينجحوا في التخلص من الجائحة المصنوعة . وقد التزم غالبية الشعب بالأوامر لكن الليل طال والنفوس ضاقت ، ففي هذا الجو لا يجد الناس رغبة في النوم فيسهرون ، وما أن يستيقظوا بساعات محدودة حتى يسمعوا زامور الحظر يقول لهم ( أدخلوا مساكنكم ) !
ان الحالة النفسية للناس تقتضي من الحكومة سؤال الخبراء عن حالة الشعب ، فالغلاء والضرائب والحظر والمشي حاملا" الرجل المسن والمرأة لأغراضهم التي وقفوا طوابير حتى ينالوها كلها مؤذية.
ومن كان له والد أو والدة بعيدة عنه لا يستطيع الذهاب إليها فهل ينطبق هذا على الحكومة رئيسا" ووزراء ؟! بأي حق يتم منع الرجل من زيارة أمه التسعينية ولأكثر من شهر ؟!
قالوا : اطلبوا تصاريح ونحن نطلب منذ أسبوعين دون رد فمع من نتحدث ؟ خاطبنا دولته على تويتر التي يحبها فلم يرد ! اتصلنا بوزير رئاسة الوزراء فلم يكلف خاطره بالرد ! تحدثت مع أحد الوزراء فلم يفعل شيئا" ! اتصلنا بالأمن فقالوا ليست صلاحيتنا ! اتصلنا بمركز الأزمات فلا رد !! بينما رأيت شبابا" يحملون تصاريح عامة تغطي المملكة ونحن نتسول والكل يقول لستُ أنا .
لقد ضاقت نفوسنا وعلى الحكومة أن تدرك حالتنا ولو مشت الحكومة على قدميها ، وقطع المسؤولون المسافات وحملوا على ظهورهم لأدركوا المعاناة التي يعاني منها الناس ، أما إلقاء المواعظ الوطنية علينا فلا تنفع لأننا نؤمن بالوطن قبل وجود الحكومات ، نؤمن بالأمن والاستقرار ، نؤمن بالصحة وضرورتها . لكن هناك جزء من الصحة في غاية الأهمية وهي الصحة النفسية .
ضعوا لنا الخط الساخن لشرح ظروفنا لعل وعسى أن نجد من يفهم حالنا دون أن يقدم لنا موعظة الصبر في شهر الصبر .
اقفلتم المساجد فقلنا آمين ، طلبتم التباعد والكمامات والقفازات فقلنا امين . لكن أن تحرموا الأم المسنة من رؤية أبنائها فلا ، ونتحول إلى حمل الأثقال في رمضان حيث التعب والصيام فغير منطقي . اسمحوا بحركة السيارات كلٌ داخل منطقته كي تساعدوا الناس على العيش الكريم ، وتذكروا أن جلالة الملك قد طلب التدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية وان رمضان من أهم الأسباب الدافعة لذلك وبخاصة أنكم قلتم إن مرحلة صعود الفيروس قد انتهت ، وأن مرحلة استقامته ربما على وشك والدلائل تشير إلى ذلك .
خِفوا على عباد الله فقد طال الليل وطال التعب وعانت النفوس .