الهزّازون
الهزّازون حسان الرواد الهزّازون من هزّ يهزُّ هزا فهو هزّاز, على وزن فعّال وهي صيغة مبالغة تدلُّ على تكرار الفعل وكثرته, بحيث أصبح عادة وطبعا وسلوكا لا يفارق صاحبه أبدا, فالهزّاز كمدمن المخدرات لا يهدأ له بالا إلا عندما يهزّ, ولو لم يجد مسؤولا, أو صاحب منصب ونفوذ ليهزّ له, لوقف أمام المرآة وهزّ لنفسه هزّا ناظرا إلى مؤخرته يقيس كما طول ذنبه, مستمتعا بالمشهد, ونفسه تطرب, ولسانه يردد نغمات الهز واللز. إنهم الطبقة الأسوأ من الناس في المؤسسات والدوائر وأماكن العمل في القطاعين العام والخاص وحيث يتواجد المسؤول وصاحب السلطة والنفوذ تجدهم, هم في أكثر الأحيان كحلقة الوصل الممزوجة بالسم, بسوئهم وهزّهم يزينون الباطل للمسؤول, فيجيبونه بنعم مع التضخيم وهزّ الرأس بالرضا لكل ما يقول خطئا كان أم صوابا, ولو كان كلام المسؤول مذمة لهم وتقبيحا, فإنهم يباركون رأيه فرحين بالنظرة الثاقبة, والحكمة البالغة, وجلال العقل ورجحانه, في أنه ذمهم واستطاع وصفهم, ولو قال لهم النار أفضل من الجنة, لقالوا له: نعم, وما الفائدة من الجنة ما دمت تفضل النار. هم سبب البلاء والمصائب والتخلف, وسبب فشل أكثر المؤسسات؛ لأن المسؤول الفاشل بهزهم يرى نفسه ناجحا, وقراراته صائبة لا خطأ فيها, وكلامه درر لا مثيل لها, ورأيه هو الرأي الصائب فقط, فيزداد بهم تخبطا وظلما, وتزداد المؤسسة فشلا وتراجعا, وبهزهم يُظلم الناس, وتُهضم الحقوق, ويُحبط الأمناء, ويقتل المبدعون, إنهم شهود زور على الباطل والزور, بل بهم يضعف الوطن وتنخر بنيانه؛ فهم كالسوس في الأشجار والجدران, يعيشون على العفن والخراب والفساد فهي بيئتهم الخصبة, هم جراثيم ضارة توهن الجسم فتجعله كومة لحم, هم ذروة الخمرة التي يشربها المدمن فتوصله إلى افتراش الأرض ليبول على نفسه, هم هذا البول لهذا الثمل الذي فقد عقله. بحرارة يصفقون بكلتا اليدين للمسؤول القادم, و بحرارة يصفقون بيد واحدة وبالأصابع الأربعة فقط ( حيث انحنى الإصبع المتوسط ) للمسؤول المتقاعد...؟! أذنابهم تشبه تماما ذنب الخروف السوداني بعد السلخ, وتستطيع معرفتهم وتميزهم بجلستهم عند المسؤول, فهيئة جلستهم واحدة من ثلاث: إما ميلا على طرف الكرسي للجانب الأيمن رافعا الجانب الأيسر, أو ميلا للجانب الأيسر رافعا الجانب الأيمن, أو معتدلا على الجانبين لكن على طرف الكرسي بطرف مؤخرته..؟! كالجالس في الهواء, فهذه الهيئات الثلاث فقط بسبب خوفهم من ارتداد أذنابهم إلى الداخل؟؟؟ لا بد أن تكونوا قد عرفتموهم جيدا, فعليكم الحذر منهم, وفضحهم, ونبذهم ومعاملتهم كالشاة الجرباء, وعلى المسؤول الذي يريد أن يكون ناجحا, ويطوّر مؤسسته, أن لا يجعل لهم مكانا عنده, وأن لا يسمع منهم, وأن يضربهم على مؤخراتهم حيث الذنب هو المقتل عندهم؟؟ ولتعلم أيها المسؤول إن الذي ينتقد قرارا لك بكل احترام, أو يناقشك بكل موضوعية لخدمة المصلحة العامة, ويختلف معك بالرأي, وينصحك ويصوّب اعوجاجك هو الأهل والضمان لثقتك ونجاحك وتطور مؤسستك, أما الهزّازون فهم البلاء والوباء والدمار لك, المطبلين لفشلك الذي دفعوك إليه دفعا. rawwad2010@yahoo.com