سوداوية حمقاء تُرعب الوطن ..!!

اخبار البلد ـ بقلم  صالح الراشد

يُصرون على إلحاق الضرر النفسي بالشعب الاردني، وجعله يرتعب خوفاً من قادم الايام تحت ذريعة الوحش الإقتصادي الذي سيهدد العالم, ويدعون بأنهم حريصون على الوطن وهم يغرسون الخوف في ثناياه، ويروجون بأنهم يُضيئون طريق الحقيقة الكاملة، فيما يقومون بإطفاء الضوء المتواجد في آخر النفق، هذا ما يقوم به بعض العاملين في المواقع الإعلامية وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، فالبحث عن "اللايك" و" الكومنت" يفوق رغبتهم في أمان الوطن والمواطنين، فهؤلاء خرجوا علينا بأخبار مضللة بسبب ضعف قدرتهم على قراءة المشهد العام، وتمترسهم في زاوية ضيقة الأفق تجعل رؤيتهم للمستقبل محدودة إن لم تكن معدومة.

وفي الأردن تعاملت مع الكورونا بطريقة تعتبرها المنظمات العالمية الأفضل، بل تتغنى بها الصحافة العالمية وذهبت إلى تصنيف الأردن بين الدول المتقدمة، وحتى يتحقق الهدف تجتهد الحكومة وتعمل على مدار الساعة وهي محاطة بدعم غالبية الشعب، لذا تعمل بطاقتها القصوى وتسعى لصناعة بارقة أمل للمستقبل، حتى لا يفقد الشعب الأمل الذي إذا فقده تتساوى معايير الموت والحياة، والمعروف أن الحكومات لا تُطلع الشعوب على أدق تفاصيل خططها، كون العديد من هذه الخطط يتم بنائها بالإعتماد على اسرار خاصة بالدولة ولا يجوز لأحد الإطلاع عليها "إلا المعنين"، لذا نجد ان الغالبية العظمى من الشعب لا يهتمون بهذه التفاصيل كونهم يبحثون عن المحصلة النهائية، وهنا يخرج علينا البعض محاولين خلق جو ضبابي للعمل الحكومي وأسود حالك السواد لمستقبل الوطن بناءاً على معلومات يختلقونها ودراسات مجهولة المصدر.

ومن المعروف ان هنالك فارق كبير بين النقد من أجل زيادة المثابرة والعمل والإنتاج، والنقد من أجل الإضرار بخطط العمل، فالنقد الإيجابي يقوم على التحفيز لشحذ عزائم الرجال، كما فعلت الخطوط الجوية البريطانية عند بناء "عين لندن"، فيما النقد السلبي يقوم على زيادة الطاقة السلبية بنقد شمولي دون طرح حلول منطقية تساهم في عملية الخروج من الأزمة والتطوير، وتزداد الأمور سوءاً حين يتم بناء النقد على معلومات مغلوطة، وتكتمل المصيبة إذا كان الناقد لا يملك خبرة في المجال الذي ينتقده، وعلى من يعتبر نفسه ناقداً خبيراً أن ينظر للصورة الكاملة، وليس إلى جزئية معينة تتناسب مع رؤيته فقط، وعليه أن يقدر جهد الآخرين وظروف العمل، وللعلم فإن إنتقاد شخص خبير يقوم بعمله بجهد وأسس علمية من قبل شخص غير مؤهل لا يقلل من شأنه بل يقلل من شأن الناقد.

لقد سعى البعض وفي ظل تشكل نهر مجتمعي ضخم يُساند الحكومة إلى محاولة صناعة تيار معاكس، غايته تغير فكر المجتمع وإشعارة بالخوف من قادم الأيام وجعله لا يقتنع برؤية ورواية الحكومة، وهنا لا أدافع عن الحكومة بل أوضح أسباب تصرفات البعض على مواقع التواصل الذين يروجون إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الموت، وللأسف إنجر وراء العابثين على مواقع التواصل بعض الإعلاميين في سباقهم المحموم لكسب المزيد من الشهرة، لذا فإن الحكومة الحصيفة لا تنجر وراء معارك هامشية يشعلها البعض، بل تتفرغ لمعركتها الكبرى في محاربة "الكورونا" وحماية الإقتصاد وإنفاذ القانون لحماية حاضر الوطن ومستقبله.