منح فیروس كورونا

نحن أبناء ثقافة علمتنا أن في ثنایا كل محنة منحة،وھذه حقیقة تبدو واضحة كعین الشمس ونحن نجتاز محنة فیروس كورونا ،فقد منحتنا ھذه الجائحة منحة الكشف عن مقومات قوة ذاتیة وحقیقة، تملكھا دولتنا وتفتقر إلیھا دولة تصنف بأنھا عظمى، لكن قیاداتھا لم تستطع أن ترقى إلى مستوى قیادتنا،كما لم تستطع أن تقوم جیوشھا وأجھزتھا الأمنیة بما قام بھ جیشنا وأجھزتنا الأمنیة، الذین صاروا الحضن الدافئ الذي اتسع لكل الوطن والذي حمانا من أعداء الداخل والخارج، ومن الأعداء المنظورین ومن أعداء لانراھم بالعین المجردة،بل حمونا من أنفسنا في كثیر من الأحیان، كل ذلك لأن قائدنا وعسكرنا منا وإلینا ،ولیسوا ممثلي مصالح اقتصادیة وغیر ،اقتصادیة، وھذه أول منح الكشف من محنة كورونا منحة الكشف الثانیة من ھذا المحنة ،ھي أنھا ذكرت الجاحد من مواطنیھا أننا أبناء دولة مؤسسات، تتألق في الأزمات لتحمینا وتحفظ كرامتنا، وتتناسى حتى إساءات الجاحدین من مواطنیھا، كیف لا وعلى رأس ھذا الدولة سلیل العترة .الطاھرة، التي بعث جدھا لیتمم مكارم الأخلاق منحة الكشف الثالثة، التي منحتنا إیاھا المحنة التي نمر بھا،ھي أن لدینا رجال دولة من طراز رفیع، صدقوا قائدھم عندما نثر كنانتھ، فاختارھم من بین نبالھ، فكانوا عند حسن الظن، وبرھانا عملیا على فراسة القائد،فصارت ملامح سلامة حماد عنوانا للجد وسیادة القانون، وإطلالة أمجد العضایلة مصدرا للثقة، وحدیث سعد جابر عنوانا للطمأنینة، أما إطلالة حسین الحواتمة فتنبئك بالحزم، بینما تختصرقسمات وجھ یوسف الحنیطي خلاصة ذلك كلھ، لأنھ رئیس ھیئة أركان قواتنا المسلحة قرة عین الوطن وقائده، لذلك نقول إن شعبا یسھر على رعایتھ ھؤلاء الرجال، الذین جمعوا .بین العزیمة التي لاتلین ،والقلب الذي لایقسو شعب لن یضام ھؤلاء ھم رجال دولتنا الذین منحتنا المحنة فرصة التعرف علیھم، لتعطینا منحھا الأخرى، بأن ننصرف إلى اكتشاف ذواتنا أولا أین اصبنا وأین أخطأنا؟و لنكتشف حقیقة علاقتنا فنقلق على من نحب فنسعى إلى الاطمئنان علیھم ولو .بمكالمة ھاتفیة ونسعد بمكالمة نتلقاھا فنعلم ان ھناك من یحبنا فیتذكرنا في وقت الشدة مثل فرصة اكتشافنا لذواتنا، فإن محنة كورونا تمنحنا منحة اكتشاف بیوتنا، والتعرف على أبنائنا،لنستعید معنى العائلة ودفء الأسرة، وحلاوة السھرات العائلیة، والعودة إلى حوار طباعة مع التعلیقات طباعة بلال حسن التل الأجیال، بین أفراد الأسرة، ولنكتشف اھتماماتنا المشتركة، لأنھا الطریق إلى المزید من التلاحم والتكافل والحب والدفء، الذي افتقدناه عندما انشغلنا عن بیوتنا بشاشات التواصل الاجتماعي، التي أبعدت القریب وقربت البعید، .فجاءت ھذه المحنة فرصة لنعید الأمور إلى نصابھا فحولوھا إلى منحة لتنتصروا على المحنة