«كورونا» والمسؤولية الاجتماعية للشركات


يتشارك العالم بأسره اليوم خطر فيروس كورونا الذي كشف واقع العديد من القطاعات الحيوية وفي مقدمتها الرعاية الصحية وتحدياته وارتباطاته بعدد من المجالات الأخرى كشبكات الاتصالات والتقنيات الحديثة الداعمة لعملياته الإدارية والتشغيلية.

في هذه الظروف الاستثنائية، يبرز دور شركات القطاع الخاص ومسؤوليتها الاجتماعية في مجال دعم المجتمعات التي تعمل بها، ولعل أهم الشركات التي يبرز دورها خلال هذه الأزمة تلك التي تعمل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، باعتبار أن دورها لا يقتصر على دعم قطاع الرعاية الصحية بتقنيات التواصل السريع والمراقبة عن بعد فحسب، بل يمتد ليشمل الحفاظ على استقرار شبكات الاتصالات في وقت يزداد فيه الضغط عليها جراء حظر التجول المفروض لكبح جماح انتشار هذه الجائحة، والتركيز على التعلم والعمل عن بعد، بالإضافة للاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي والكم الهائل من البيانات التي يتم تداوله عبرها.

في خضم كل هذا اثبت قطاع الاتصالات المحلي قدرته على استيعاب اَي طارئ، ليسخر إمكانياته التقنية لتكون من اساسيات المساهمة باستقرار الوضع ودعم جهود القطاع العام والمبادرات الحكومية التي تستهدف إيجاد البدائل الكفيلة للأساليب التقليدية للتعليم والعمل والأنشطة الاجتماعية وتسهيل مساعي القطاع الصحي في محاولات استيعاب كافة السيناريوهات المرهونة به، وكان هذا الأمر في إطار العمل الجماعي الذي تتشارك فيه جهود القطاعين العام والخاص ليكونا خط الدفاع الأقوى ضد الفيروس.

لعبت شركات الاتصالات دورًا للمساهمة في الوفاء بمتطلبات الوضع الراهن وخلق نوع من التناغم بين المصالح المتناقضة المتجسدة في الربحية من جهة، وضرورة مراعاة مصلحة أفراد المجتمع من جهة أخرى، حيث سخرت شبكاتها المتطورة وتقنياتها الحديثة لاستيعاب الزيادة المهولة في حركة البيانات، ووضعت الحلول المؤقتة لضمان استمرارية الحركة الاجتماعية والاقتصادية حتى تستقر الأوضاع وتعود الأمور لمجاريها.

ولعبت استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لشركات هذا القطاع وغيرها من القطاعات خلال الأزمة الحالية، دورا يفتخر به، حيث كانت هناك المساهمات المادية والمعنوية لتثبت في النهاية انها شركات وطنية بامتياز.

المجتمع المحلي الان اختبر هذا الدور الذي طالما قامت به شركات القطاع الخاص، وخاصة مشغلي الاتصالات الذين قاموا وبدعم من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات المتمثل بمنحهم ترددات إضافية مجانية، بتوفير شبكة إنترنت قوية بسعات إضافية وسرعات عالية تخفف من وطأة اثار هذه الجائحة.