مقتطفات كورونا

أخبار البلد - بقلم: أحمد حسيان الصقور

كثر الحديث مؤخراً عن فايروس كورونا وتفشي المرض بسرعة كبيرة بين دول العالم، لهذا لي مع هذا الفايروس وقفات منها عظم قدرة الله عز وجل وضعف البشر فقد عجز العلم والطب والدول التي تعتبر متقدمة في كل المجالات أن تجد علاجاً لهذا الفايروس الذي أصبح وباءً لدى الدول.

ينبغي علينا جيداً بأن لا نستهين بصغائر الأمور ففايروس لا يرى بالعين المجردة أردى حياة أشخاص إلى الموت، أدركنا أن الاستهتار بصغائر الأمور قد يؤدي بنا إلى التهلكة فالحذر من الصغير واحتوائه قبل أن يستفحل ويشكل خطرا على البشرية،وأدركنا أن الأشياء التي لم تكن ضرورية في أيامنا العادية أصبحت ضرورية في مثل هذه الظروف فالحياة تجارب نتعلم منها كل يوم ما هو جديد.

الفايروس أدى إلى انقراض بعض العادات منها التقبيل والسلام الحار والتجمعات التي من خلالها يتم نقل العدوى فالعزلة خير من مخالطة السيء ونقل المرض. تدرك البشرية لا بل زاد يقينها بأنه يجب علينااللجوء إلى الله في كل الأحوال فلربما هو إنذار من الله عز وجل بأن نصلح أحوالنا ونرتد إليه رداً جميلاً، فعلينا أن نحمد الله عز وجل لتدوم علينا النعم فكثير من النعم كنا ننعم بها لم نشعر بقيمتها إلا بعد الحجر كحرية التنقل والصحة، فالبشر عاجزون عن ايجاد الدواء ليسلموا أمرهم إلى الله ويلجأون إليه بالدعاء ليفرج الله عنهم.

أظهر الفايروس أن الشعوب والحكومات بإمكانها أن تعمل إن تكاتفت الجهود ولا شيء يعيق من تقدمها فشاهدنا لجوء بعض الدول إلى العديد من الإجراءات كي لا تتعطل المصالح مثل التعليم والمحافظة على استمراريته كنظام التعليم عن بعد فعندما نتكاتف ونحتاج فأننا نعمل لأجل الانسانية ما يفوق التوقعات والامكانيات.

من خلال هذه الأيام شاهدنا تفاوتاً بين الشعوب في الثقافة والتعامل مع الحدث فمنهم من كان مستهتراً ومنهم من أخذ اجراءات صارمة لإنقاذ الموقف فهناك أمور تحتاج إلى التعامل معها بجدية وحزم في حياتنا حتى وإن تعلقت بأصغر الأمور.

أظهرت هذه الأيام وكشفت عن معادن الرجال وقيمة الإنسانية لديهم وأظهرت أن لدينا العديد من الكفاءات التي تستطيع أن تقود المرحلة بكل كفاءة لكن تحتاج إلى فرصة لتثبت نفسها فالقادة تظهرهم الأزمات والمواقف الصعبة فشاهدنا معادن الرجال ومن يحب الأرض والإنسانية ومن يدعي حبه لها.

من خلال متابعة الأحداث تبين أنه يجب إعادة النظر في العديد من القطاعات الحيوية لأي دولة بعد مرور الأزمة كقطاع الصحة والتعليم والمؤسسة العسكرية لما كان لهذه القطاعات الدور الكبير في الحفاظ على التوازن في كل الأمور وبث التفاؤل بين الناس.

أدركنا أن الحياة تتغير بين لحظة وأخرى فسرعة تفشي الوباء دليل على ذلك فما كان بالأمس لم يعد متاحااليوم على أمل العودة إلى ما كنا عليه فشوقنا لمدارسنا وطلبتنا وحياتنا الاعتيادية كبير فالأمل موجودوالنظر إلى النور دائما يجعلنا نعبر الظلام، فالفرج قريب ورحمته وسعت كل شيء.

أدركنا أن مفهوم التباعد الاجتماعي هو تباعد جسدي فقط لأنه ما زالت أرواحنا تقترب من بعضها البعض فكلما زاد التباعد الاجتماعي زادت الألفة والخوف على الآخرين وزادت الدعوات بأن يحمينا جميعا من هذا الوباء واقتربت أرواحنا من تحقيق المراد وتخطي الأزمة بسلام.

وأخيراً لا بد لنا أن ندرك بأنه لا فائدة للمعقمات إن اكتفينا بها فالأهم منها هو تعقيم قلوبنا من الداخل لنملأ حياتنا بالخير وننعم بالحب والسلام،ولا بد لنا من مراجعة الذات ورفع الأيادي تضرعاً لله عز وجل فقد انتهت حلول الأرض ولم يبق لدينا سوى حلول ورحمة السماء....أسأل الله العظيم أن يعافي جميع البلاد والعباد.