الربيع العربي والدمار الأردني
الربيع العربي والدمار الأردني نعم هذه الحقيقة المرة للوطن والشعب إذا ما استمرت الأحوال على ما هي عليه، بحيث أصبحت القسمة على أكثر من رقم الوطن والقيادة، وأصبحت التجزئة في أي بقعة من الوطن، وبالأمس تم قطع الطريق من عمان إلى العقبة، وبعدها تم الخروج بمسيرات الموالاة، مع العلم أن الطرفين اللذان قاما بقطع الطريق، وتجديد الموالاة من نفس الفئة. وكذلك في محافظة جرش أبناء العمومة كل واحد يجمع الناس في بيته، والكل يؤكد المولاة، ويطالب بالإصلاح، وكذلك في بقية المحافظات، وكافة أرجاء الوطن، لم يبقى تجمع، أو قرية، أو حارة، إلا ويصدر كل منهم بيان مع وبيان ضد. وبالتالي أصبحت المطالبة بالإصلاح لعبة كراسي ما بين أشخاص بعينهم لكي يحتفظ بعضهم بالمكاسب، والوجاهة، والطرف الآخر لكي يحصّل مكاسب ووجاهة، والكل يطعن بالآخر. وكذلك حركات الإصلاح فهي لم تكتفي في أيام الجمع بل أصبحت على مدار الأسبوع، وفي أماكن مختلفة، ففي أرجاء الوطن حتى القرى التي لا يزيد عدد سكانها عن المئات لم تسلم من الأحداث، وفعلاً أصبحت الاجتماعات أحداث وتُنشر على الفضائيات، وتتصدر نشرات الأخبار العربية، والعالمية. وكذلك أصبحت المظاهر المسلحة في قطع الطرق، والاعتداء على ممتلكات الدولة، شيء من الواقع وإصرار المعارضة على دفع الأمور في البلد إلى الصدام وهنا القول بأن المعارضة لا تريد الخير والأمان والاطمئنان للبلد، وكذلك الشبيحة والبلطجية هم أيضاً لا يريدون الخير للبلد، وهم أشبه بمن يضع الأفعى داخل بيته. وبعد كل ما سبق الأسئلة هي: لمصلحة من هذه التصرفات؟ ولمصلحة من أن يتم التصادم والعبث بالاستقرار والأمان؟ ولمصلحة من أن يتحدى الشعب بعضه؟ ولمصلحة من التطاول على ممتلكات الدولة؟ ولمصلحة من تفكيك ما تم إنجازه عبر تسعين عاماً من البناء والإعمار؟ ولمصلحة من عناد الحكومة في البطىء بالسير بالإصلاحات؟ ولمصلحة من تقبل المعارضة تحريض الشعب على بعضه؟ ولمصلحة من إرهاق الأجهزة الأمنية وإشغالهم على مدار الساعة؟ أليس هم من البشر؟ أليس لهم أهل؟ ولمصلحة من تخبط الحكومة بقراراتها؟ ولمصلحة من تهدد المعارضة لا خطوط حمراء؟ فالخط الأحمر يُكتب باللون الأحمر وكذلك دم الإنسان لونه أحمر يا معارضة. ولمصلحة من أن يضعف الأردن ويتفكك؟ ولمصلحة من يتم تدمير الاقتصاد الأردني؟ ولمصلحة من إعلامنا الرسمي في الظلام؟ ولمصلحة من أن يصبح الأردن كالصومال أو السوادن أو اليمن أو سوريا لا سمح الله؟ كل هذا موجه إلى الشرفاء من أبناء الوطن، وللرجال الراشدين والوطنيين، الذين يخافون الله في الوطن والشعب. والخلاصة لا يوجد سوى حل وحيد وهو عند صاحب القرار سيدنا، لتصويب الوضع الداخلي بما يتمتع من محبة الشعب الحقيقة للقيادة، وما يمتع من حكمة، وصبر، وحلم، ودراية، ومعرفة، وكل ذلك سخرته القيادة لخدمة الأردن، وبالتالي الآن لا يوجد كلمة سوى كلمة سيدنا، ونحن بانتظار هذه الكلمة التي سوف تنزع الفتيل وتنزع الغصة التي في الصدور وتريح الضمائر. ودائماً هي القيادة الهاشمية مصدر للاطمئنان، وتبحث عن راحة الشعب، ولا شيء ينزع الفتيل غير سيدنا. أما الآخرين من الحكومة، أو المولاة، أو المعارضة أصبحوا هم المشكلة، وليس جزء من المشكلة. وبالتالي فإنني أتوجه بالطلب من الجميع، وأناشدهم بوقف مسيرات الاعتصامات، أو مسيرات المولاة لفترة وزمنية محددة لكي تتوضح الأمور التي ينادي بها الجميع من إصلاحات، والكل يَطمح بأردن مزدهر في ظل القيادة الهاشمية، لذلك نحن بأمس الحاجة لطلة سيد البلاد البهيجة وسماع صوته.