اليمن: 24 قتيلا باشتباكات الموالين والمعارضة وغارات ضد "القاعدة"
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس اعمال عنف دامية اوقعت ما لا يقل عن 24 قتيلا لدى تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام وفي معارك ضارية بين قبيلتين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح.
وفي جنوب اليمن، ادت غارة جوية جديدة يعتقد انها أميركية الى مقتل تسعة اشخاص يشتبه بانهم من عناصر القاعدة وبينهم أحد ابناء انور العولقي، فيما توقف تصدير الغاز في ميناء بلحاف في خليج عدن بعد هجوم استهدف خط انابيب ينقل الغاز الى الميناء، بحسب مسؤولين محليين.
وضعفت سلطة الرئيس صالح بشكل كبير بسبب حركة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ تسعة اشهر للمطالبة برحيله واحتدام المعارك بين انصاره ومعارضيه وتصعيد تنظيم القاعدة هجماته في جنوب البلاد.
وفي صنعاء قتل 12 متظاهرا برصاص قوات الأمن اليمنية لدى تفريق تظاهرة مطالبة برحيل صالح، بحسب حصيلة من مصادر طبية.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات آلاف المتظاهرين انطلقوا من ساحة التغيير مركز الاحتجاجات متوجهين الى شارع الزبيري بوسط العاصمة، على ما افاد شهود. واوقعت المواجهة نحو مائة جريح ايضا.
وتفرق المتظاهرون بعد الظهر وقام مدنيون مسلحون من انصار النظام بتوقيف عشرات المتظاهرين على ما افاد أحد اعضاء لجنة تنسيق التظاهرة.
وقد لبى المتظاهرون دعوة لجنة تنظيم الشبان المحتجين للقيام بمسيرة الى شارع الزبيري الذي يشكل خط التماس بين قطاع العاصمة الذي تسيطر عليه قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر والقطاع الذي تسيطر عليه القوات الموالية للرئيس اليمني.
وبموازاة قمع المتظاهرين، دارت معارك عنيفة بالاسلحة الاوتوماتيكية والقذائف بين مقاتلي قبيلتين متنازعتين احداها موالية لصالح والثانية معارضة له في شمال صنعاء اوقعت عشرة قتلى، على ما افاد شهود.
وقتل عشرة مسلحين من قبيلة الحاشد النافذة بزعامة الشيخ صادق الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس، حين قام مقاتلون تابعون للشيخ صغير بن عزيز الزعيم القبلي الموالي للرئيس بقصف مواقعهم قرب حي الحصبة شمال صنعاء.
وما يزال صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما متمسكا بالسلطة ويرفض الرحيل رغم الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ اشهر والضغوط الدولية والاقليمية عليه. واصيب في هجوم استهدف قصره في حزيران(يونيو) ونقل الى المستشفى في السعودية لتلقي العلاج قبل ان يعود الى بلاده في نهاية أيلول(سبتمبر).
واغتنم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ولد من انضمام الفرعين اليمني والسعودي من التنظيم الارهابي ضعف السلطة المركزية في اليمن لتعزيز وجوده في جنوب البلاد وشرقها.
غير ان القاعدة تتعرض لغارات وهجمات.
وقتل تسعة من عناصر القاعدة بينهم احد ابناء الامام الأميركي اليمني انور العولقي في غارات جوية أميركية على ما يبدو في قرية عزان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن، بعد اسبوعين على مقتل انور العولقي في غارة اميركية، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مصدر قبلي ينتمي الى عائلة العولقي ان "عبد الرحمن انور العولقي قتل في الغارات على عزان"، وقد قتل ايضا في الغارات احد اقارب العولقي وثلاثة آخرون من قبيلة العولقي، اضافة الى ابراهيم البناء مسؤول الدعاية في القاعدة المصري الجنسية.
وكان مسؤول يمني افاد في وقت سابق عن مقتل سبعة من عناصر القاعدة في الغارات، لكن ضابطا في الشرطة في عزان طلب عدم كشف هويته قال ان "اثنين من الجرحى ال13 جراء الغارات توفيا أمس ما يرفع الى تسعة عدد القتلى من عناصر القاعدة.
من جهتها أكدت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني ان "قوات الأمن" اليمنية هي التي شنت الغارات مشيرة الى ان ابراهيم البناء كان ملاحقا بتهمة "التخطيط لاعتداءات في الداخل والخارج" بحسب الوزارة.
وصعدت الولايات المتحدة غاراتها على ناشطين يشتبه بانتمائهم الى القاعدة في اليمن بواسطة الطائرات والطائرات بدون طيار لمنع انصار الشبكة من اغتنام النزاع الجاري حاليا في هذا البلد لوضع يدها على السلطة فيه، بحسب ما اوردت صحيفة نيويورك تايمز قبل بضعة اشهر.
وفي شبوة ايضا، استهدف هجوم بقاذفات الصواريخ مساء الجمعة الماضي خط انابيب غاز يصب في ميناء بلحاف ما ادى الى وقف صادرات الغاز من الميناء.
وقال مهندس يعمل في الميناء انه "تم وقف ضخ الغاز المسال عبر ميناء بلحاف" مضيفا "لم نتمكن بعد من اخماد النيران كون الفجوة التي احدثها الانفجار كبيرة".
وقال ان "عملية إصلاح الانبوب قد تستغرق عدة اسابيع"