الصحافة الورقية.. وماذا بعد؟



لم تبد إدارات الصحف أي تحفظ على قرار وقف طباعتها، واحترمت كافة القرارات وأوامر الدفاع التي صدرت بهذا الخصوص، والتزمت بها

وأكثر من ذلك، فقد تعاملت مع تلك القرارات والأوامر من مفهوم وطني شامل، ومن زاوية التأكيد على الدور الوطني لهذا النوع من الصحافة. وعلى ضرورة القيام بواجبها في مواجهة الوباء، واستمرار نشر الوعي العام بخطورة الوباء وبأهمية التثقيف المجتمعي بتلك الاخطار

ويسجل للصحافة الورقية أنها تعاملت بإيجابية مع قرار منع الطباعة، حيث التزمت به ونفذته من جهة، وعملت على إيجاد البديل الذي يضمن استمرارية صدورها من جهة أخرى

فقد واصلت الصدور بالحد الأدنى من القوى البشرية، وعلى شكل «pdf». كصفحات كاملة تنشر على المواقع الYالالكترونية

وقامت المؤسسات الصحفية بأكثر مما هو مطلوب منها، وطورت من أدواتها بما يمكن أن يرفع من منسوب الخدمة العامة تحت مظلة الجهد الوطني الكبير في مواجهة الجائحة، دون أن تغفل كل ما يتعلق بالدور الأردني الريادي في هذا المجال، وفيما يخص القضايا الوطنية والإقليمية والدولية

وبعبارة أخرى فقد أكدت الصحافة الورقية أن كافة التطورات التي حدثت في عالم الصحافة والإعلام لم تتنقص من أهميتها، وأنها تبقى في موقع الصدارة فيما يخص التعاطي مع مختلف القضايا الوطنية. وأن دورها الريادي لا يمكن الاستغناء عنه

على مدى الأسابيع الفائتة، ضحت الصحافة الورقية بكافة مواردها المالية، حيث توقفت عن التوزيع، وتلقي ونشر الإعلانات، بحكم عدم صدورها ورقيا. فزادت الأعباء عليها، إضافة إلى ما تعانيه أصلا من أوضاع مادية صعبة تستدعي التدخل الرسمي بمد يد العون لها، ضمن التصورات التي تحملها نقابة الصحفيين، وإدارات المؤسسات. والتي عبر عنها الزميل النقيب في أكثر من مناسبة

أهمية هذا المطلب المحق، لا تلغي مطلبا آخر نراه ملحا، ليس فقط في البعد المالي والاقتصادي للمؤسسات الصحفية. بل في الأبعاد الوطنية، وبالدور الوطني المهم الذي تلعبه الصحافة في الدفاع عن الوطن وقضاياه. والذي يشكل رديفا مهما لكافة عناصر القوة الاساسية في هذا الوطن العزيز

فزملاء المهنة، يرون أن حالة الانفراج التي يحس بها كل أبناء الوطن، والمتمثلة بتدني أعداد الإصابات المكتشفة يوميا، ونجاح الأجهزة المختصة في محاصرة بؤر وجود الفيروس، باتت تشجع على قرار جديد يسمح بطباعة الصحف وتوزيعها

يساعد على ذلك حالة الوعي المجتمعي واسعة النطاق التي تكرست، وتحولت إلى ممارسات دائمة، وأسست لتغير في أسلوب الحياة اليومية. ومنها الحرص على توفير عوامل الوقاية والسلامة العامة في كل مناحي الحياة

وبالتوازي، الحرص الكبير من إدارات الصحف على توفير متطلبات الوقاية في كل خطوة من خطوات إنتاج الصحف، وطباعتها وتوزيعها. والتصرف بمسؤولية عالية تجاه المتطلبات الخاصة بالمسؤولية الوطنية العليا

ويرون أن تلك الخطوة في حال اتخاذها تشكل دعما للمؤسسات الصحفية، ولكافة الزملاء وتمكن الصحافة من مواصلة دورها الطليعي في الدفاع عن القضايا الوطنية