بوينج وإيرباص.. عملاقا السحاب "بلا أجنحة" في حقبة كورونا

اخبار البلد

 

أكثر من نصف طائرات أساطيل الشركات الجوية في العالم لم تبارح مطاراتها منذ يوم الجمعة.. الرحلات المجدولة لشهر أبريل/نيسان الجاري هوت إلى 20% من طاقتها المعتادة.. لا المنتجون قادرون على التصنيع ولا المستهلكون جادون في تنفيذ تعاقداتهم، إنها البيئة الأمثل لخنق العملاقين بوينج وإيرباص.

حقبة كورونا التي ضربت صناعة الطيران في مقتل، جاءت بينما تعيش صناعة الطيران والسفر الجوي لحظات حرجة بالفعل؛ إذ تقدر تحليلات أن السنوات الماضية شهدت تعاقدات "مبالغ فيها" على الطائرات لم يقابلها زيادة مماثلة في الطلب على السفر الجوي.

وفي الوقت ذاته يعيش المنتجون ظروفا صعبة، حيثأغلقت بوينج مصانعهافي الولايات المتحدة وبدأت في دراسة خطط تسريح موظفيها، بينما عمدتإيرباص إلى توقفات مؤقتةفي مصانعها بإسبانيا وفرنسا والصين وغيرها.

تعاقدات "مبالغ فيها" والإلغاءات حتمية

آدم بيلارسكي المحلل لدى شركة "أفيتاس" لاستشارات صناعة الطيران، كان ممن حذروا لسنوات من أن شركات الطيران طلبت عددًا كبيرًا جدًا من الطائرات خلال فترات الازدهار التي شهدها العقد الماضي، في حين أن حركة الخطوط الجوية لن تحقق مجددا مستويات 2019 لحين قدوم عام 2023، وهو ما يتماشى مع العديد من توقعات المراقبين الآخرين.

والآن حلت لعنة كورونا لتضع هذه الحقيقة ساطعة في أعين المشغلين الأمر الذي سيسرع من إلغاء تعاقدات سابقة ويفاقم معاناة المصنعين إيرباص وبوينج.

وفيما يعتقد أنه "مجرد بداية"، أعلنت شركة "أفولون" الأيرلندية لتأجير الطائرات يوم الجمعة الماضي إلغاء طلبات شراء لـ75 طائرة من طراز بوينج ماكس 737 في صفقة قدرت قيمتها بنحو 8 مليارات دولار.

"بداية سيل إلغاءات" بحسب وصف مجلة فوربس الأمريكية، يتوقع أن ينهمر على شركتي بوينج وإيرباص بعد أن قضت جائحة فيروس كورونا على السفر الجوي.

"لدينا بالفعل ما يكفي من الطائرات للسنوات الأربع المقبلة.. بل إن كل شركة لديها عقود لشراء طائرة لا تريدها الآن"، يضيف بيلارسكي.

40% خفضا متوقعا في إنتاج بوينج وإيرباص

ومع ذلك، فإن بوينج الأمريكية تواجه مخاطر أكبر، نظرًا لأن اضطرارها لتأريض 737 MAX لمدة عام (على خلفية مشاكلها)، سيمكن مزيد من العملاء من إلغاء عقود شراء الطائرة دون الخوف من غرامات، حيث سبقت الشركة الأمريكية بالتأخر في التسليم عام كامل.

كذلك، تشير تقديرات محللين من بنك الاستثمار باركليز، إلى أن بوينج ستتضرر أكثر؛ لأنها متعاقدة مع شركات لا يحتاج معظمها إلى الطائرات بشكل واقعي.

وفي مذكرة بحثية صدرت قبل أسبوع، توقع محللون في بنك باركليز أن تضطر إيرباص وبوينج إلى خفض الإنتاج بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40% حتى عام 2021 "وربما بعد ذلك".

ماذا عن المستقبل؟

انخفضت الرحلات المجدولة لشهر أبريل الجاري إلى 20% من طاقتها العادية، ويقدر المحللون في بنك جيفريز الاستثماري أن أكثر من نصف الطائرات في الأسطول العالمي تم تأريضها منذ الجمعة الماضي، وهي توقعات متوافقة تماما مع تأثير كورونا، لكن ماذا عن المستقبل؟

وفقا لفوربس، يعتقد العديد من المحللين أن نهاية أزمة كورونا (غير المعروف موعدها) سيعقبها ارتداد بطيء للطلب على السفر الجوي، وفي هذه الأثناء ستكون الطائرات ذات الجسم العريض الأكثر تضرراً حيث سيتراجع الطلب عليها بشدة.

وتتوقع "جيفريز" انخفاض إنتاج طائرات الجسم العريض بنسبة 60% على مدى السنوات الثلاث المقبلة، الأمر الذي سيؤثر على شركة بوينج بشكل أسوأ من إيرباص.

ومن المعروف أن الحصة الأكبر من طائرات بوينج هي نماذج الكبيرة مثل 787 وطائرة 777 إكس القادمة.

ورغم أن الطلب على الطائرات لن يعود بعد كورونا إلى عهده السابق؛ فإن حصة لا بأس من الطائرات الحالية في أساطيل شركات الطيران قد لا تعود إلى الخدمة أبدًا بسبب اتجاه الشركات لإحالتها للتقاعد.

سيساعد هذا صانعي الطائرات على التماسك لحين عودة الطلب لكن مجرد "تخفيف من الألم".