الصورة

  ذهبت امرأة بشعة الى أحدى محلات التصوير ، وطلبت من المصور ان يقوم بتصويرها صورة تلفت الأنظار وتشد القلوب وتبهر الناظرين ، وتظهرها جميلة  ليقوم المصور بتعليقها على واجه محله عل وعسى ان يراها احدهم فيتقدم للزواج منها ، وأرادت منه ان يخفي بشاعتها بأقصى ما يمكنه .
 
فكر المصور طويلا واحتار ، ونظر الى ذلك الوجه الذي يفتقد الى أي مسحة من الجمال ، وقال كيف يمكن ان أخفي كل تلك البشاعة وأستر كل تلك الندوب في وجهها ، كيف يمكن ان أجعلها جميلة ، وينبهر من يراها ؟!
 
لاحت للمصور فكرة ، فقام بتنفيذها ومن ثم قام بتصوير تلك المرأة ، وبعد ساعة ظهرت الصورة التي ما أن رأتها صاحبتها حتى تفاجأت وانبهرت فراحت تشكر المصور وتثني على ذكاءه وفن تصويره ، واخذت الصورة وقامت بتعليقها في مكان واضح على واجه المحل .
 
كان كل شخص يمر من أمام المحل يتوقف ليتأمل تلك الصورة الملفتة والمبهرة حقا ، وكل واحد منهم يتساءل يا ترى من تكون هذه المرأة ؟!
 
في أحد الأيام ذهب أحد السياسين الى ذلك المصور ، بعد ان ذاع صيت الصورة ، ليرى الصورة ، فتوقف مندهشا عندما رآها ، رأى صورة امراة اكثرت من ارتداء الذهب والجواهر واللؤلؤ والياقوت والحلي ، فدخل ليسأل المصور عن ذلك ، فقال المصور أنا لم استطع ان اجعل تلك المرأة جميلة ولم أستطع ان اخفي بشاعتها ، فأردت أن أجعلها غنية .
 
أحمر وجه السياسي ، وغادر على استحياء وفي اليوم التالي قام السياسي فخطب :
" قد يكون من النبل ان استقيل ، لا بل ان نستقيل جميعا ، فكل وعودنا بواقع جميل وحياة رغيدة ، وكل خططنا التي خططناها وبقيت في الأدراج حتى اصفرت أوراقها وكل مشاريعنا التي نادينا اليها ودعونا اليها ، لم تضفي مسحة جمال واحدة على حياة المواطنين البشعة ، ولم ترسم ابتسامة أمل واحدة على تلك الوجوه الحزينة ، كل ما هناك اننا جعلناهم أغنى الناس بكلامنا الفارغ " .