أكاديميون.. تصدروا المشهد مع مرتبة الشرف



أربعة أكاديميين خرجوا من رحم الجامعات الأردنية ، ووقفوا عند بوابة كانت اقل ما يمكن ان يقال عنها «فاجعة»وهي الكورونا وأصبحوا صناع حدث في ما يتعلق بالأوبئة ، وحملوا في ملفاتهم هم المواطن أولا ، وهم الوطن ، وهم لقمة عيش الناس وبيوتهم ،والأولى صحتهم .

لا يهم فتلك هي الحياة وتلك هي الفاجعة او الجائحة لا تهم التسميات ، لكنها الحالة التي صنعت من داخل أحشائها اشخاصا مختلفين ، صنعوا الحدث ، وشاركوا بصياغته ، ،وحملونا إلى مساحة أمان وثقة جديدة ، وهبونا إياها وهم الخارجون من حرم جامعات ، لم يعتادوا الإعلام ليكون قهوتهم الصباحية ، وملامح يومهم رسمت الان ليكون تاريخ قنواتهم الفضائية تجوب معهم وكأنها ولدت بين ضلوعهم ، فخطابهم كان متميزا مقنعا ، وفوق حدود التصديق ، لكنهم تفوقوا على أكاديميتهم ، وحملوها بشعار وضعوه فوق هاماتهم واخترقوا ساحة الحدث انسانيا واجتماعيًا ، واعلاميا ، ليس بدرجة عادية لكنها امتياز بدرجة الشرف.

لجنة الأوبئة بأكاديمييها ، رفعوا من درجة الثقة بخطابهم وعلمهم وجهدهم ، وكانوا جميعا على قدر اهل العزم ، وعلى قدر الإرادة السياسية التي اختارتهم جميعا ، الدكتور نذير عبيدات ، د . وائل الهياجنة ، د .نجوى خوري ، و د . فارس البكري.

من تصدر المشهد الإعلامي د . عبيدات و د . الهياجنة اللذان حملا المعلومة للناس بعلمية وعملية وشفافية ، وهدوء الأكاديمي الواثق ، الهادئ ، صاحب الخبرة ، الذي عرج بعلمه على مؤتمرات العالم بأسره ، واشرف على رسائل دكتوراه وماجستير في مواضيع مختلفة ، وتحدث أمام عشرات الآلاف من طلابه ، وعالج كل منهم عشرات الآلاف على أسرتهم وعلّم الطلبة على أسرة مرضى مختلفين لسنوات طويلة ، فكانت خبراتهم سيدة المشهد والموقف الذي حملوه عبر الصحف والشاشات والإذاعات ليكونوا هم الاصدق والأكثر هدوءا والأكثر عملا ميدانيا من خلال لجان التقصي وتتبع الحالات والفحص ، فالقرارات في إدارة الأزمات تؤخذ بشأن الوضع الصحي من خلالهم وعبر تقييمهم، فهم البوصلة ، وهم مديرو الازمة .

التواصل معهم يبدو كالأهزوجة الوطنية ، فبمجرد سماع اصواتهم عبر الهاتف ، ترى أنك فتحت عالما من الهدوء والثقة والعلم ، وصوتهم لا يخلو من الابتسامة القلقة التي لا يمكنها ان تهبك املا ، الا وفقا لمعايير محددة ، فالدكتور عبيدات ولدى التواصل معه بشكل شخصي أو مهني فهو يقول لا يمكننا الحكم الان فالأمور تحت الدراسة والتتبع .

وأيضا في اتصال امس مع د. الهياجنة الذي قالها انه متفائل بحذر ،معلنا انه لا يمكنه منح معلومة الا وفقا لرؤية علمية لا تقبل التفاوض أو المهادنة ، فهم لا يقبلون القسمة الا على المعلومة وعلى أرض الواقع ، ووفقا لحالة وليس املا فقط..

الأكاديميون أعلنوا بأدائهم ، حالة لا يختلف عليها اثنان ، بأن اصحاب الاختصاص هم الأولى دائما بالحديث ، سيما في مثل هذه الظروف ، وان الأكاديمي أيضا ، هو صاحب الرؤية الحقيقية بالتعاطي مع الشكل العلمي لحالة مرضية فيروسية عجز العالم عن ضبطها وإيجاد مخرج طبي لها .

أكاديميون تصدروا المشهد بامتياز لا يقبل الا رفع القبعات لهم ، منطق سليم ، ولغة فصيحة ، وانحياز للوطن ، وقهر وحزن على عدم الالتزام ، ولغة علمية هادئة ، ونفس متفائل بحذر وفقا لمعطيات.

والأهم انهم هذه الحالة الوطنية التشاركية اصل حكايتنا وطن وشعب وأكاديميون حملوا لواء مرحلة هي الاصعب والأكثر تعبا وحصلوا من الشعب على شهادة المحبة والثقة بامتياز مع درجة الشرف .