الزعيم سليمان النابلسي الرمز والقيمة التي لا تموت

مرت قبل أيام الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيل أحد الرموز الوطنية الحقيقية في ألأردن وأحد أبرز الرموز القومية في تاريخ هذه الأمة ، وهو الزعيم الوطني الكبير سليمان النابلسي ، الذي لم يأتي للدوار الرابع لكي يعد أياما ويصنع ثروة ومالا وجاها ، ولكنه جاء بقرار شعبي وإرادة وطنية في تلك المرحلة المجيدة من تاريخ أمتنا ، وتجاوبا  مع حركة المد القومي التحرري التي قادها الزعيم العربي جمال عبد الناصر .
 
ورغم كل ما واجهته تلك الحركة من مؤامرات ودسائس إلا أنها كنست الاستعمار البريطاني الفرنسي من منطقتنا وحاربت سياسة الأحلاف العسكرية التي قادتها أمريكا الصهيونية وريثة الاستعمار القديم البريطاني الفرنسي وأسقطتها وطردت الاستعمار من المنطقة وساهمت في رحيله من القارات الثلاثة ، ولو استمرت ثورة يوليو المجيدة بنفس بدايتها الرائعة لكتب التاريخ اليوم بشكل مختلف ولكن للأسف جرى التآمر عليها في حياة مفجرها العظيم عبد الناصر والانقلاب التام عليها بعد رحيله المفجع في 28 ديسمبر 1970 .
 
 وقبل ذلك ساعد الاستعمار الأنظمة الرجعية التابعة له بالانقلاب على كل ما أفرزته ثورة 23 يوليو من حكومات وطنية وحركات تحرريه وعلى رأس تلك الحكومات حكومة الزعيم الوطني الكبير سليمان النابلسي الذي جرى الانقلاب على حكومته وتحديد إقامته التي استمرت حتى رحيله المفجع قبل خمسة وثلاثون عاما من الآن ، وحل مجلس النواب  الوحيد في تاريخ الأردن الذي كان نموذجا وأصبح معظم أعضائه في السجون والمعتقلات أو مطاردين  ، وتمكنت حكومة النابلسي قبل الانقلاب الرجعي عليها من إلغاء المعاهدة الأردنية مع الاستعمار البريطاني التي فرضت بالأمر الواقع والتي بكل أسف تمر ذكراها مرور الكرام ولم نرى أحدا يتطرق لذلك القرار التاريخي للزعيم الوطني سليمان النابلسي والذي تمكن بعد  القرار من تحرير إرادة وطنه وجعل الأردن لأول مرة حرا وسيدا لقراره .
ومنذ ذلك التاريخ وبعد الانقلاب الرجعي على الحكومة الشرعية في الأردن تمكن الاستعمار وعملاءه للأسف من إعادة الأردن لبيت الطاعة الأمريكي الصهيوني مرغما ولا زال حتى يومنا هذا ، رغم بعض المساحيق التي نراها في كلام الصحيجة وكتبة التدخل السريع وأصحاب الأجندات إياهم .
 
رحم الله القائد والزعيم الوطني الكبير سليمان النابلسي الذي كان أول رئيسا شرعيا للدولة الأردنية وما يعزينا اليوم في ذلك القائد الاستثنائي أن رسالته تتحقق وها هو الشعب الأردني ينتفض ولا يقبل بأقل من انتخاب كل ممثليه من حكومات وبرلمان ،  والتاريخ سينصف ذلك القائد الذي رحل قبل أن يتحقق حلمه الذي أصبح اليوم بفضل الله وثم إرادة الشعب أقرب من حبل الوريد رغما عن حكومة الظل الفاسدة وأسيادها من بني صهيون في واشنطن وتل الربيع المحتلة .
 
رحم الله الزعيم سليمان النابلسي الذي كان وسيبقى مدرسة خاصة للوطنية والقومية بمعناها الواسع  ، وعزائنا في سليمان ما تركه من إرادة ستفرض نفسها رغما عن الظلام والظلاميين من حكومات الظل ، ولا عزاء للصامتين .