هل اثبت وزير الأمن الاسرائيلي ان كورونا صنعتها أميركا لضرب إيران.. وما هي السيناريوهات المتوقعة جراء ذلك؟



تصريح أدلى به وزير الأمن الاسرائيلي نفتالي بينت في اوائل شهر شباط الماضي تحدث خلاله عن خطة عمل اميركية_اسرائيلية مشتركة، تهدف إلى القضاء على الوجود الإيراني في كل من سوريا والعراق خلال عام واحد فقط، على أن تستلم تل أبيب الملف السوري فيما تعمل واشنطن على إخراج الإيرانيين من العراق

فكيف يمكن الاستدلال بذلك التصريح على أن الاتهامات ضد الولايات المتحدة بأنها هي من صنعت الفايروس صحيحة إلى حد كبير؟

بينت قال كلامه هذا بالتزامن مع تفشي كورونا في الصين لكنه استبق ظهور الفايروس في إيران بأيام قليلة جدا، ما يعني ان واشنطن قد تكون فعلا هي المسؤولة عن تصنيع كورونا لتعمل من خلاله على تقويض قدرات إيران بفعل نشر الفايروس فيها وزيادة ضغط العقوبات عليها، ومن ثم تقوم بتنفيذ مخططها المتفق عليه مع كيان الاحتلال، والرامي إلى استهداف القوات التابعة لمحور المقاومة الذي تدعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا والعراق، وذلك بهدف إخراج إيران من منطقة غرب آسيا

وبالفعل يبدو أن واشنطن باشرت العمل على تحقيق ذلك بدليل ما اعلنته كتائب حزب الله العراق اواخر شهر آذار الماضي عن وجود مخطط اميركي لاستهدافها هي والفصائل الأخرى المحسوبة على المقاومة، ويقوم هذا المخطط على اساس تنفيذ القوات الأميركية عمليات إنزال جوي على المواقع العراقية المستهدفة بدعم ارضي واسناد جوي، الأمر الذي اكدته أيضا صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي قالت قبل أيام ان البنتاغون أصدر توجيهاً للإعداد لحملة تدمير كلي لكتائب حزب الله العراق ، ومن هنا نفهم سبب إخلاء الأميركيين قواعد القائم والحبانية والقيارة وكي وان، وتزويد قاعدة عين الأسد بمنظومة باتريوت للدفاع الجوي، واجلاء واشنطن موظفيها غير الاساسيين من سفارتها في بغداد

ولعل السؤال الابرز الآن هو هل ستمضي واشنطن في هذا القرار ام ستتراجع عنه؟

القرار الأميركي الاخير صدر في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من انتشار كورونا فيها، لكن عندما صدر ذلك القرار لم يكن الفايروس متفشياً في البلاد بالشكل الخطير الذي بات عليه الآن حيث وصلت الوفيات إلى ما يقارب ال4 آلاف حالة، وسط حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن ايام سوداء بانتظار الأميركيين بسبب كورونا، وفي نفس السياق قال وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر قبل وقت قصير أن كورونا اذا ما استمر بالتفشي فستكون له تأثيرات على قدرة الجنود الأميركيين بسبب إيقاف التدريبات العسكرية، وما اعلنه البنتاغون أيضا عن أن أكثر من 1400 من العاملين والمتعاقدين في وزارة الدفاع أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، بينهم 771 عسكريا، ناهيك عن إصابة نحو 4 آلاف بحار اميركي بالفايروس المستجد على متن سفينة يو اس اس تيودور روزفلت الحاملة للطائرات في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، تلك الحادثة عبّر عنها وزير البحرية الأميركية بالوكالة توماس مودلي بأنها تمثل تحدياً لجهوزية القوات الأميركية

كل تلك المعطيات الجديدة ربما ستجعل قادة البيت الأبيض يفكرون ملياً قبل اتخاذ هذه الخطوة خاصة في ظل التحذيرات الإيرانية منها، فقد نبّه مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني في الشؤون السياسية العميد يد الله جواني الأميركيين من انهم سيرتكبون خطأ استراتيجيا حال اقدامهم على استئصال المقاومة من المنطقة، فيما أكد امين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي ان اي عمل عسكري اميركي في العراق هو مثل هجوم داعش ، هذا إلى جانب الأنباء التي تحدثت عن زيارة أجراها قائد الحرس الثوري العميد اسماعيل قاآني إلى بغداد يوم الثلاثاء لبحث التهديدات الأميركية

هذا فيما يخص العوائق التي تواجه الولايات المتحدة في تنفيذ مخططها هذا، ولكن ما الذي قد يجعل ترمب يجازف ويقدم على هذه الخطوة الخطيرة؟

ربما تيقن ترمب وإدراكه بأن فشله في التعامل مع كورونا الذي اصاب وحصد ارواح آلاف الأميركيين، سيؤدي إلى تراجع جماهيريته في الداخل الأميركي، لا سيما مع اعلان رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عزمها فتح تحقيق عقب انتهاء الجائحة حول فشل ترمب في احتواء الوباء ليضاف هذا التحقيق إلى سلفه الذي سبق وأن فتحه الكونغرس بخصوص تهم الفساد الموجهة لترمب، الأمر الذي قد يدفع زعيم البيت الأبيض إلى أن يخاطر ويخوض المغامرة ويشن هجومه العسكري على فصائل المقاومة العراقية، وبالتالي فأما يحقق انتصاراً كبيراً على إيران ويستعيد شعبيته بين الأميركيين او يلحق بالولايات المتحدة هزيمة تاريخية وفشل ذريع يرقى لدرجة تجعل الولايات المتحدة اضعف دولة بالعالم بعد أن كانت أقوى دولة فيه وربما يُفضي حتى إلى زوال أميركا من الخارطة السياسية للعالم، لا سيما اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ان إيران التي تريد الولايات المتحدة الدخول بمواجهة معها تعتبر دولة قوية كما انها نووية إلى حد ما، ولطالما توعدت الأميركيين بأن اي حرب عسكرية معها ستكون بمثابة الزلزال لأميركا، وإذا ما أشرنا أيضا إلى أن الاقتصاد الأميركي يعيش شبه حالة انهيار بسبب تفشي كورونا وانخفاض اسعار النفط، وبالنتيجة يكون ترمب اما ضمن بقاءه في البيت الأبيض او قضى على شيء يسمى البيت الأبيض

وفي ظل الحديث عن احتمال وقوع مواجهة عسكرية على الأراضي العراقية، أعلن الرئيس الأميركي في تغريدة نشرها على موقع تويتر يوم الأربعاء عن وجود معلومات لدى الولايات المتحدة تشير إلى أن الإيرانيين يخططون لشن هجوم مباغت على القوات والمنشآت الأميركية الموجودة في العراق وحذر ترمب الإيرانيين من دفع ثمن باهظ حال وقوع ذلك الأمر، ليرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة مماثلة نشرها الخميس وقال فيها إن بلاده لا تتحرك الا دفاعاُ عن النفس ولا تبدأ الحروب ولكن تلقن الدروس لمن يفعلون ذلك، كما أكد ظريف ان إيران ليست كالولايات المتحدة التي تكذب وتغش وتغتال

والسؤال الآن ما الذي اراده الطرفان من حرب التصريحات على تويتر؟

بالنسبة لترمب فإن كلامه عن هجوم إيراني محتمل على المواقع الأميركية في العراق، يريد الرئيس الأميركي ان يجعل منه شماعة وحجة لشن هجوم على كتائب حزب الله والفصائل العراقية الأخرى، كما اتخذ سابقاً التخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد الولايات المتحدة ذريعة لاغتيال سليماني والمهندس، واما الحديث عن التحضير لهجوم إيراني، فلا اساس له وفي هذا الصدد جاء الرد من وزير الخارجية الإيراني، فتصريح ظريف الهدف منه توجيه رسالة للأميركيين مفادها ان إيران لا تريد أن تشن حرب ضد الولايات المتحدة او اي طرف اخر بدليل ما قاله المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي بأنه (لا تفاوض ولا حرب) مع الإدارة الأميركية الحالية، كما ان الفصائل العراقية هي الأخرى لا تريد الدخول في صراع عسكري مع الأميركيين نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها العراق الآن على كافة الصعد، ولكن إذا أقدم الأميركيون على تنفيذ اي عملية ضد كتائب حزب الله في العراق كمحاولة لاخراج الإيرانيين من المنطقة، فإن الرد سيكون قوي ورادع وغير متوقع، كما كان الرد على جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني

إذاً في ظل الدعوات الأممية إلى إيقاف المعارك والقتال والوقوف صف واحد في مواجهة الوباء، وفي ظل الحديث عن نظام عالمي جديد يولد من رحم كورونا هل سيكون كوفيد_19 وسيلة لاشعال نار الحروب وتصفية الحسابات ام سيأتي يوم ويصلح فيه الفايروس بين الخصوم والاعداء؟!