لماذا الاستِهداف الأمريكيّ الإسرائيليّ لسورية والعِراق يتصاعد هذه الأيّام؟



عندما تقصف الطائرات الإسرائيلية أهدافا عسكرية في محيط مدينة حمص، وتعزز الولايات المتحدة قواعدها في عين الأسد والتاجي والتنف بصواريخ باتريوت ، ورغم انشغالها بأثار فشلها في التصدي لفيروس كورونا الذي يحصد أرواح مواطنيها بالمئات، وقريبا جدا بالآلاف، فان هذا يعني، وللوهلة الاولى، ان هذين البلدين يشكلان مصدر الخطر الأكبر على مخططات ومشاريع البلدين في منطقة الشرق الأوسط

هذا القصف بشقيه الأمريكي والإسرائيلي ليس دليل قوة، وانما انعكاس لقلق يتفاقم، وخوف كبير على المستقبل، وتحلي السلطات السورية بالصبر، وضبط النفس، وكظم الغيظ، هو قمة الحكمة لتجنب الانجرار الى مواجهة كبرى يتمناها الطرفان

***

الطائرات الإسرائيلية اغارت اكثر من 230 مرة على سورية على مدى السنوات الماضية، ولكنها لم تحقق أي من أهدافها، فسورية ما زالت قوية متماسكة، ونجحت في استعادة اكثر من 80 بالمئة من ترابها الوطني، وحافظت في الوقت نفسه على هياكل الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية على وجه الخصوص

اما اذا انتقلنا الى القواعد الامريكية في العراق، فان صواريخ الباتريوت لن تحميها، والا لحمت نظيراتها السعودية، فقد نجح تحالف المقاومة في كشف عوراتها وتحطيم اسطورتها، وانسحاب القواعد الامريكية عن العراق تنفيذا لطلب البرلمان مسألة وقت لا اكثر ولا اقل

فيروس كورونا بات ينخر مفاصل حاملات الطائرات الامريكية وجنودها، والجيش الأمريكي سيتحول في الأيام القليلة المقبلة الى فرق اسعاف طبي لمواجهة هذا الوباء، ولا نستبعد ان تلجأ جماعات ارهابية في المستقبل لاستخدامه ضد الولايات المتحدة، بعد حالة الذعر التي أحدثها في العالم بأسره

الولايات المتحدة الامريكية خسرت الحرب ضد هذا الوباء، وباتت نقاط ضعفها السياسية والعسكرية ماثلة للعيان وكل الذين يحاولون الدفاع عنها، والتقليل من مكانة الصين وقوتها وتفوقها، يلعبون في الوقت الضائع

العراق سيستعيد عافيته، وسيتجاوز كل المعوقات الحالية الداخلية التي تقف خلفها الولايات المتحدة ورجالاتها، وسورية ستعود اقوى مما كانت، وسترد حتما، وبقوة، على هذه الاستفزازات الإسرائيلية، وهي التي خاضت اربع حروب ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، غير الحروب الصغرى في لبنان

***

شرف كبير للبلدين ان تكونا مستهدفتين من محور الشر الأمريكي الإسرائيلي في وقت يقف بعض العرب في طابور طويل امام بنيامين نتنياهو طلبا لتقبيل يده ونيل رضاه، وهو غير القادر على حماية نفسه، ويرتعد رعبا من قطاع غزة وصواريخه المباركة

نكتب عن سورية والعراق في زحمة طغيان فيروس الكورونا لأننا لا يمكن ان ننساهما، ونقف في خندقهما في مواجهة العدوانات الإسرائيلية الامريكية، الدولتان العربيتان وشعبهما الوطني الأصيل ستخرجان من وسط رماد كورونا، وهذه الاعتداءات قويتان صامدتان اكثر من أي وقت مضى.. والأيام بيننا