"كوفيد- 19" يحجر على نتنياهو وسيناريو انتخابات يلوح في الأفق

أخبار البلد - فايروس كورونا (كوفيد- 19) لم يتمكن من توحيد الطبقة السياسية في الكيان الاسرائيلي، ولم يتمكن كذلك من توحيد المجتمع المنقسم، بل زاد البون اتساعًا، والفجوة عمقًا بين المتدينين (الحرديم)، الرافضين سياسة الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، وبين العلمانيين الداعين إلى اتخاذ إجراءات صحية أكثر صرامة، وهو انقسام كان ضحيته نتنياهو!

إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إخضاع نتنياهو والمقربين منه في الحكومة للحجر الصحي؛ امتثالًا لقرار وزارة الصحة وطبيب نتنياهو الخاص؛ وبذلك لن يتمكن نتنياهو من ممارسة جهوده لتشكيل الحكومة الى حين ظهور نتائج الفحص.

نتنياهو تلقى الانباء السيئة بعد الكشف عن إصابة مستشارته المقربة لشؤون المتدينين ربيبكا بالوش التي اصيبت بالفايروس من خلال زوجها الحريدي المتدين، ليتحول اليمين المتدين الى سبب في مأزقه بعد ان كان رافعة له ليتقدم نحو تشكيل الحكومة.

نتنياهو السيئ الحظ أمضى حتى اللحظة ما يقارب 21 يومًا من اصل 28 في تشكيل حكومته التي اعقبت الانتخابات في آذار/ مارس؛ إذ لم يتبق له سوى 7 ايام فقط قبل انتهاء المدة الاساس لينتقل الى المدة الاضافية، المقدرة بـ 14 يومًا، والتي من الممكن ان يقضيها في الحجر او العلاج يتبعها تكليف خصمة غانتس على الارجح.

فرص نجاة نتنياهو حتى اللحظة غير واضحة؛ فنتائج الفحوص ستحتاج الى بعض الوقت له وللمقربين منه، وفي حال إصابته فإنه سيمكث اكثر من 4 اسابيع بين فترة علاج ونقاهة في حال نجاته، لتضاف الى الايام المتاحة لخصمه للتفاوض مع قادة حزب الليكود بعيدا عن اعين نتنياهو.

السيناريو الثاني وهو نجاة نتنياهو، غير أنها ستكون نجاة بطعم المرض ومصحوبة بالحمى؛ إذ ستضيق الدائرة المحيطة به، وستزيد صعوبة الحركة والمناورات السياسية كذلك، ليأتي السيناريو الثالث وهو الحجر على نتنياهو وأسرته أسبوعين في حال تكرار الشكوك في العدوى، الأمر سيرفضه بالتأكيد.

وفي كل الاحوال، فإن هامش الحركة لنتنياهو يضيق، والامر ذاته بالنسبة لخصمه غانتس الذي رفض تشكيل حكومة مع نتنياهو؛ بسبب الخلاف على منصب رئيس الكنيست، ومستقبل غور الاردن؛ فكلاهما يواجهان مخاطر المرض، ويعانيان من ضيق التنفس والاختناق السياسي بفعل الانقسام الذي كَرَّسه "كوفيد- 19" بين المتدينين والعلمانيين.

انقسام يلقي بظلال ثقيلة على مفاوضات تشكيل الحكومة، ويزيد المجتمع الصهيوني تفسخًا ليحد من فاعليته السياسية والامنية، والأهم أنه يدفع بقوة نحو الذهاب إلى انتخابات رابعة!