يوم الأرض في زمن صفقة القرن و"كورونا"

أخبار البلد- العالم مشغول الآن بوباء فيروس كورونا المستجد، والقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الحساسة تراجعت للخلف في التغطيات الإعلامية العالمية والإقليمية، وساذج من يظن أن مخططات صفقة القرن لدى الإدراتين الأمريكية والإسرائيلية قد جمدت.

كل ما في الأمر أن تلك المخططات تسير لكن دون ضجة إعلامية، وحتى لو لم تترجم على الأرض فإنها على الورق ومن خلال الاجتماعات تسير على ما يرام. هذه هي الدول، لا تظن أنها تنسى كل مهماتها إذا بدا أنها منشغلة بقضية معينة.

تأتي الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض هذا العام والقضية الفلسطينية تمر في أخطر مراحلها في ظل صفقة القرن التي طرحتها الإداراة الأمريكية قبل أشهر.

في مثل هذا اليوم من عام 1976 هب فلسطينيو الداخل المحتل ضد استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على نحو 21 ألف دونم من أراضي القرى الفلسطينية بمنطقة الجليل، لصالح إقامة المزيد من المستوطنات.

صاحب ذلك اليوم إعلان الفلسطينيين الإضراب العام، فحاول الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

كان الرد الإسرائيلي عنيفا على هبة "يوم الأرض"، باعتبارها أول تحد من الفلسطينيين بعد احتلاله فلسطين عام 1948، فيما يعتبره الفلسطينيون تحولا بمسيرة نضالهم ضد الاحتلال، وتأكيدا على تشبثهم بأرضهم. ومنذ ذلك اليوم يحتفل الفلسطينيون والعرب وكل المؤمنين في عدالة القضية الفلسطينية في العالم بهذا اليوم.

أهمية هذه الذكرة تكمن في أنها تعيد المسألة الفلسطينية إلى أصولها؛ إنشاء ما يسمى دولة إسرائيل على حساب الأرض الفلسطينية والحق الفلسطيني.

في هذا العام تأتي الذكرى ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية تمضي قدما، ومحاولات إضفاء اليهودية على الكيان الإسرائيلي وشطب كل ما هو عربي وفلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948.

إيمان الفلسطينيين بحقهم وتشبثهم بأرضهم لا يتزعزع، وإيمان العرب والمسلمين بحقهم في القدس المحتلة وفي مسجدهم الأقصى لا يتزعزع، تماما كإيمانهم بحق إخوانهم وأشقائهم الفلسطينيين بأرضهم.