برنامج على الطريق ... الصورة والصوت
برنامج على الطريق ... الصورة والصوت
بقلم : مازن عبد السلام
لمدة ساعة تلفزيونية كاملة ( 55 دقيقة ) قبل برنامج 60 دقيقة يوم الجمعة 7/10/2011 اتحفتنا الشاشة الصغيرة باطلالة المذيعة ايمان ناجيا وكومة اوراق مامها مع الأعلامي المخضرم وزير الأعلام السابق الدكتور سمير مطاوع .. تحدث الرجل ضمن ما تحدث عن واقعتين بارزتين في التاريخ الأردني المعاصر .. الأولى دور الجيش العربي الأردني في حرب عام 1967 . وهو مشروع تلخيص لكتابه القيّم الأردن في حرب 1967 . والغريب ان معدة البرنامج ومقدمته اقتصرت الأمر على السؤال والجواب ( كلام وكلام ) لاستعراض اخطر مرحلة مرت بها المملكة ومنها خسارتها للضفة الغربية .. وتداعيات ما بعد فك الأرتباط . دون ان تعرض لنا صورة واحدة من ارشيف التلفزيون الأردني عن تلك الحرب .. سواء كانت مادة فلمية او صورة صحافية احتلت الصفحات الأولى من صحف العالم بما في ذلك مشاهد وصور للقائد الأعلى للجيش المغفور له الحسين بن طلال .. الواقعة التالية التي تحدثت بها مع سمير مطاوع عن حادثة محاولة اغتيال القيادي البارز في حماس خالد مشعل حينما كان مطاوع وزيرا للاعلام وقد تجاهل الأخبار الأولى التي اذاعتها الصحفية النشيطة رنده حبيب عبر وكالة الصحافة الفرنسية فحماس اخبرت رندا قبل ان تتكامل الصورة في وزارة الاعلام .... في برنامج ايمان ناجيا مرت الأمور كلام في كلام مع ان الحادثة موثقة بالصور التلفزيونية والفوتوغرافية في ارشيف التلفزيون الأردني وارشيف الصحافة العالمية وحظيت بدراسة في كتاب يقع في 551 صفحة للصحفي الأسترالي بول ماغوّو ترجمة مروان سعد الدين ..
ترى هل كسلت معدة البرنامج ومقدمته عن جلب افلام الأخبار من مكتبة التلفزيون التي تصور المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال وهو يستقبل شيخ حماس احمد ياسين الذي افرج عنه من سجون اسرائيل مع عدد من رفاقه بعد انقاذ حياة مشعل بارغام الأسرائيلين على جلب الترياق الذي يبطل مفعول السم الذي حقنوه به في شارع وصفي التل ؟؟؟ .. وشرط الملك على اسرائيل ان يعود الشيخ الى بلده غزة بعد وصوله الى عمان ؟؟ وهو ما حدث فعلا ؟؟ .. من بديهيات الرسالة التلفزيونية ان الصورة هي الأصل في البرنامج او الخبر .. يرافقها صوت المذيع بالشرح او السؤال والجواب .. ترى هل خشيت مذيعة ومقدمة برنامج على الطريق ان تضيع صورتها خلال الساعة بين وثائقيات حرب 1967 ابتداء من وجوه الجنود المعفـّرة بغبار القتال وانتهاء بالسيل الجديد من اللاجئين الذين زادت مخيماتهم في المملكة ؟؟؟؟ واذا كانت تلك السيدة الأعلامية بهذه البساطة من الأبداع .. اليس من واجب المخرج التلفزيوني المخضرم قاسم ابو عيطه ان يكلف مساعده لجلب المادة المصوّرة عن حدثين مهمين في تاريخ المملكة . لم يسبق ان تناولهما الأعلام العربي بالبحث والتحليل في زمننا هذا ؟؟ كانت فرصة لكبير الأعلاميين عدنان الزعبي ان يصنع حدثا يروي للجيل الحالي قصة حربنا التي اجبرنا على خوضها وكنا اكثر الخاسرين فيها .. وبطولة ابي عبدالله في صفع بنيامين نتنياهو الذي ارسل مدير مخابراته داني ياتوم الى عمان برسالة وقحة تقول ... قتلنا خالد مشعل في بلدكم .. سيموت .. انتهى .
ولكن هل على مدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ان يترك الأعمال الأدارية والفنية ليتفرغ لمراجعة نص برنامج وسؤال المذيعة وجواب الضيف ؟؟ .. اعتدنا من منتجي نصف الكم ان يسلقوا الدراما الأردنية لتوفير النقود ولو على حساب تشويه صورة الحياة الأردنية .. اما ان يستهتر مخرج مهم مع معدة ومقدمة البرنامج الى هذه الدرجة .. فهو أمر يغث البال اكثر مما يغيظ النفس .