بريطانيا تبرئ الجزيرة من عملية "فضح" رجالات أوسلو بالتنازل عن القدس !!

خاص- أخبار البلد + وكالات - أصدرت هيئة الرقابة وتنظيم الإعلام البريطاني (أوفكوم) حكما أقرت فيه عدم مخالفة قناة الجزيرة الانجليزية أيا من قوانين أو قواعد البث التلفزيوني خلال عرضها للتغطية الإخبارية المميزة حول "الأوراق الفلسطينية" والتي كانت تحت عنوان "كشف المستور" واعتبرت حينها أكبر فضيحة تسريب لمستندات سرية في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وجاء هذا الحكم ليكون بمثابة الرد القاطع وليبرئ ساحة قناة الجزيرة من أي انتهاك لأي أعراف أو مبادئ البث التلفزيوني المحايد والموضوعي، بعدما قدم الدكتور صائب عريقات بالنيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية شكوى زعم فيها ارتكاب قناة الجزيرة الانجليزية لمخالفات الإجحاف وانتهاك الخصوصية ضد المنظمة.


كما كشفت الوثائق السرية أيضـاً عن تقديم السلطة الفلسطينية خلال المفاوضات المزيد من التنازلات لإرضاء إسرائيل، خصوصا أن غالبية تلك التفاصيل والتنازلات لم يتم الإفصاح عنها للرأي العام المحلي أو العالمي.


وعقب الكشف عن الوثائق السرية اضطر صائب عريقات كبير مفاوضي السلطة الفلسطينية إلى تقديم استقالته من منصبه بتاريخ الثاني عشر من شهر فبراير الماضي.

وفي مسببات حكمها قامت "أوفكوم" بدحض مزاعم عريقات بأن الجزيرة انتهكت حرمة خصوصياته الشخصية وخصوصية منظمة التحرير الفلسطينية، بعدما تبين لهيئة الرقابة البريطانية إن "المصلحة العامة تتغلب على وجهة النظر الخاصة بانتهاك الخصوصية" وبهذا فقد رأت الهيئة وتبين لها أن حصول الجزيرة على الوثائق السرية ونشرها كان أمراً مُبرراً ومسوغاً.

وكانت الوثائق المسربة تحمل محاضر اجتماعات للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية استعداد المفاوضين الفلسطينيين للبحث والتنازل عن مناطق واسعة في القدس المحتلة، فيما رفض الجانب الاسرائيلي التطرق لقضية القدس.
    وتظهر الوثائق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يقدم استعداده للتنازل عن اجزاء واسعة من المدينة المقدسة وابقاء امر السيادة على المسجد الاقصى الى مفاوضات لاحقة. وقال عريقات في الاجتماع 'حتى بالنسبة للمدينة القديمة ممكن ايجاد حلول لها، باستثناء الحرم الشريف وما يسمونه جبل الهيكل. هنا تحتاجون لابداع اشخاص مثلي'.


    واضاف: بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزءا من الحي الأرمني... الحرم يمكن تركه للنقاش- هناك طرق خلاقة، كتكوين هيئة أو لجنة، الحصول على تعهدات مثلاً بعدم الحفر'.
    يشار الى ان اول مرة تم التطرق الى هذا الموضوع في المفاوضات كان في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، وبعد فشل التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اعلن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ان لا فلسطيني او قائد عربيا يمكن ان يتخلى عن السيادة على الحرم، كما لا يمكن توقيع اي اتفاق لا يتضمن السيادة الفلسطينية على الحرم الشريف. وحول التنازل عن الحي الارمني قال عرفات حينها ' انا اسمي عرفاتيان'.
    ورد جوناثان شوارتز - المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية على عريقات 'سمعنا هذه الفكرة من قبل، اذاً لست اول من يطرحها'، قال عريقات: الاخرون ليسوا كبير المفاوضين في منظمة التحرير. واذا تخلى الجانب الفلسطيني عن الحي اليهودي وجزء من الحي الارمني فان ذلك يعني انه سيتم نقل الحدود بين الدولتين باتجاه حائط الحرم الشريف.
    واذا ما تم ربط هذا الكلام بالموقف الاسرائيلي القاضي بمناقشة ملف الحرم بمعزل عن الحدود فان ذلك يعني عمليا تخلي السلطة عن هذه المنطقة وترك امر الحرم القدسي معلقا الى اجل لاحق.
    وتتضمن محاضر الاجتماعات كلاما صادما في اغلب الاحيان، وخاصة ما يتعلق منه بالثوابت الفلسطينية، القدس واللاجئون والحدود. واثناء احد النقاشات قال عريقات لليفني 'ليس سرا أننا عرضنا عليكم في خريطتنا' أكبر يورشاليم في التاريخ'.
    وفي احدى الجلسات وعد أحمد قريع، ليفني وبحضور وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، بالتخلي عن جميع المستوطنات في القدس باستثناء مستوطنة جبل أبو غنيم. كما نال ملف اللاجئين، نصيبه ايضا، حيث عرض المفاوض الفلسطيني على الاسرائيليين في أحسن الأحوال'الاكتفاء بعودة عشرة الاف لاجئ سنويا لمدة عشر سنوات، اي ما مجموعه مئة الف لاجئ.
    ومن القضايا الاخرى التي تتضمنها الوثائق، يهودية الدولة، فبخلاف التصريحات العلنية لمختلف قيادات السلطة الوطنية الرافضة لهذا الامر، يفاجئ مفاوضون فلسطينيون' الجميع بمن فيهم تسيبي ليفني خلال جلسة عقدت 'في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2007 فيقولون: لم ننكر ابدا حق اسرائيل في تعريف نفسها، اذا كنتم تريدون ان تسموا انفسكم دولة اسرائيل اليهودية يمكنكم تسميتها كما تريدون ولكننا لا نريد أن نذكر ذلك علنا.


    وتتضمن بعض الوثائق حوارا دار بين وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الداخلية الفلسطيني السابق اللواء نصر يوسف الذي كان مسؤولا امنيا انذاك، يظهر هذا الحوار ان السلطة الوطنية والحكومة الاسرائيلية ناقشتا معا اغتيال القيادي في كتائب الاقصى حسن المدهون في غزة.


    وتظهر الوثائق دعوة قيادة السلطة الجانب الاسرائيلي لتشديد الحصار على قطاع غزة. هذا ما يقوله احمد قريع في الرابع من شباط (فبراير) عام 2008 في لقاء جمعه مع رئيسة الحكومة الاسرائيلية تسيبي ليفني، حيث يدعو الاسرائيليين الى اعادة احتلال محور فيلادلفيا.