المجلس الوطني السوري ليس حلاً

حين صدر عن مجموعة من قيادات الأحزاب والمعارضة من اسطنبول إعلان تشكيل مجلس وطني "انتقالي" سوري معارض للنظام السوري الحالي وأصدروا بيانا للإنتقال إلى مرحلة مابعد الأسد..تذكرت المجلس الإنتقالي الليبي واليمني وأدركت أن المجلس الإنتقالي السوري الأقل تنظيما وتوافقا لن يكون سوى خطوة للضغط والتأثير على نظام الأسد كغيرها من الضغوطات والعقوبات. إن المجلس الإنتقالي الليبي لم تكن الإعترافات الدولية المتتاليه فيه صاحبة الفضل من هروب وإختفاء معمر القذافي وسقوط حُكمه بقدرأن الثوار على أرض المعركة هم من بذلوا النفيس بدمائهم الى تحرير ليبيا من قبضة القذافي بدعم جوي خارجي. وهم نفسهم(الثوار) من بدأ البعض بالشكوى منهم, كذلك المجلس/ المجالس الإنتقالي اليمني الذي منذ إعلان أي أحد منهم لم نعد نسمع عنه ولا على عن إنجازاته, أما ثواره المرابطين في ميادينهم كانو أكثر تأثيرا ولم يعيروا كثيرا اهتمام مايدور على الطاولات الدائرية في الغرف المغلقة, وكلاهما ولد المجلس من الداخل وليس من الخارج كما الحالة السورية. وفي تلك  الحالتين سيكون المجلس الوطني السوري الأسوأ حظا.

كذلك الأمر أن المجلس الوطني السوري نشأ من قبل أحزاب وقيادات معارضة أغلبها خارج سوريا كمثله من الانتقالي اليمني الذي اتصف بالانفرادية والفوضوية ووضعوا أنفسهم مصدر قلق وحذر للثوار من جهة والأنظمة المستبدة من جهة أخرى.على عكس الانتقالي الليبي الذي نشأ من الثوار أنفسهم وعشائر ومنشقين عن النظام وبذلك كان الأنجح  بينهم.

إن تحالفات قيادات الأحزاب المعارضة لاقيمة لها دون الشعوب الثائرة فكلمة الفصل كانت في جميع الثورات الربيعية العربية للثائرين والصابرين والمرابطين والمقاتلين وليست تلك الأحزاب التي اختلفت فيما بينها  كما حصل بعد سقوط النظام التونسي والمصري والذي بدأت مظاهره في اليمن وليبيا وظهرت قبل إعلانه في الشان السوري.

إن الشعب السوري العظيم الذي لايتنازل عن حقه هو القادر على ان تكون كلمته أعلى من عصابة الأسد دون مجلسهم. نعم, لن يحرر سوريا إلّا ثوارها الشرفاء بإيمانهم, بصمودهم وبدمائهم, وهي الكفيلة بان يتلقى المجلس الوطني السوري الإعترافات المتتالية. على الشعب السوري وإن سمّى جمعته بإسم "مجلسه" من باب دعمه والقبول بتمثيله أن يبقى في نضاله وصموده وأن لا تكون تلك التسمية صك تسليم قيادة الثورة, فأنتم القادة وأنتم أصحاب الكلمة وأنتم من سيكمل الطريق نحو الكرامة والحرية والديمقراطية  في وقت ستختلف فيه تلك الأحزاب بين إسلامية الدولة وعلمانيتها..بعروبتها أم بكرديتها..بكثرة تمثيلها أم بقلتها كما هو الحاصل في تونس ومصر وليبيا على الأقل.