شيخ النميمه
أتابع يومياً مقالات الكاتب الصحفي ماهر ابوطير بكل أهتمام وقد توقفت طويلاً في قراءة مقالته بعنوان صراع الديكه بين الكبار في الدستور بتاريخ 11/10/2011 وشعرت بالألم لما جاء فيها من تحليل دقيق وصحيح للعلاقة السيئة التي أصبحت تربط أغلب كبار المسؤولين في الدولة الحاليين والسابقين !! حتى أصبح الصراع السري بينهم هو سيد الموقف كما يقول الكاتب أبوطير !!! وهنا أريد أن أضيف إلى مقالة الأخ ماهر أمراً في غاية الأهمية والخطورة وهو ليس نقلاً عن !! بل شاهدته وأشاهده يومياً !! فهناك شخصيات تدعي انها سياسية وفكرية وأجتماعية وهي من كل ذلك براء متخصصة في النميمه !! حتى ان مجموعة من الأصدقاء بما فيهم كاتب هذه السطور أطلقنا على أحدهم لقب شيخ النميمه !! ونشاطه اليومي يتركز في تنقله بين منزل أو مكتب هذا المسؤول وذاك فقط من أجل النفاق والنميمه فيأتي إلى الأول ويقول له أن فلان ( الثاني ) قال عنك كذا وكذا ثم يترك الأول ويذهب إلى الثاني ويقول له أن فلان ( الأول ) قال عنك كذا وكذا وهكذا !! .
شيخ النميمه هذا يتنقل على كل المسؤولين السابقين والحاليين ويقسم لهم بالله والرسول والمصحف وبحياة أبنائه وشرفه !! أنه يحب من يقابله أكثر واحد في الأردن وخارج الأردن !! وأنه مخلص له أكثر الأخلاص ويلح على دعوته على الغداء أو العشاء الغريب في الأمر أنه يستطيع أن يشكك في صداقة الأول مع الثاني والثاني مع الثالث والرابع مع الخامس وهكذا !! وهكذا تكون النتيجة عدم الثقة بين رجالات الدولة بعضهم ببعض !! وتصل الحساسية بينهم إلى درجة الخوف والرعب !! والغريب في الأمر أن معظم المسؤولين يستمعون إلى صديقنا شيخ النميمه لأنه ينقل لهم معلومات سمعها من فلان ( المسؤول الحالي أو السابق ) وهي أو غالبيتها غير صحيحة بل مفبركه من شيخ النميمه ليوحي إلى مستمعه أنه مطلع !! على أخبار البلد ويعرف من هو القادم ومن هو الذاهب !! صحيح أن معظمهم يعرفون هؤلاء الأشخاص أصحاب مدرسة النميمه ولكنهم يستمعون !! والنتيجة كما يقول الكاتب ماهر ابوطير غياب المطبخ السياسي !! وأستياء جلالة الملك وعدم أرتياحه من روايات كثير من المسؤولين وضعفهم وتصوراتهم الهشه لحل المشاكل كما ذكر الكاتب ابوطير .
أنصح المسؤولين الحاليين والسابقين أن يتوقفوا عن سماع أي أنسان من مدرسة النميمه والنفاق فالوضع الداخلي في الوطن لا يحتمل هذا الأمر ثم وهو الأهم أننا نعتبر هذه الأمور من أكبر الأخطار التي تهدد الأمن الوطني !! لا تجعلوا الإشاعة والنميمه تنخر في هياكل الوطن وعلى المسؤولين أن يوقفوا هذا النهج وأن يوقفوا مدرسة النميمه وأن لا يسمحوا لهم بالنفاق والنميمه حرصاً على الوطن وقيادته أولاً وحرصاً على أنفسهم !!
الدكتور تيسير عماري