(75) عاما على تأسيس الجامعة العربية. ..نحو إنطلاقة جادة ؟

اخبار البلد - د . فوزي علي السمهوري


خمس وسبعون عاما مضت على تأسيس الجامعة العربية التي أسست للعمل على تحقيق أهداف وتطلعات الشعب العربي بالحرية والوحدة والإستقلال من نير الإستعمار .

تحديات جمة ومعوقات حالت دون تحقيق الأهداف الأساسية والجوهرية التي استدعت إنشاء الجامعة العربية عام 1945 .
تواجه الدول العربية عددا من التحديات الحالية وسمتها الرئيسية:

--- التهديدات والأطماع التي تهدد امن واستقرار الدول العربية من قبل دول اقليمية تعمل كواجهة واداة لتنفيذ مخططات الهيمنة وبسط النفوذ لصالح قوى دولية .

--- صون الوحدة الجغرافية للاقطار العربية وحماية حدودها وثرواتها المهددة من أعداء الشعب العربي.

--- رفع معدل نسبة النمو الإجمالي في معظم الدول العربية إن لم يكن جميعها .

--- تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وترسيخ قيم العدالة والمواطنة .

--- غياب مؤسسات البحث العلمي الذي حال دون مواكبة عصر التكنولوجيا.

--- غياب الدور والتأثير العربي على الساحة العالمية.

--- ضعف بنية الإقتصاد الأنتاجي وارتفاع الواردات .

بناءا على ما تقدم وفي العيد الماسي للجامعة العربية لا بد من وقفة تأمل لتقييم المرحلة السابقة بايجابياتها وسلبياتها بهدف تجاوز السلبيات والمعوقات ووضع استراتيجية عربية تتواءم وتحديات ومتطلبات المرحلة القادمة على الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية وهذا يستدعي من :

■ مؤسسة الجامعة العربية العربية.

■ القيادات العربية.

مؤسسة الجامعة العربية : ---

للجامعة العربية بمؤسساتها أهمية خاصة في المساهمة الحقيقية بتعظيم العمل العربي المشترك في حال حظيت بدعم القادة العرب لذا فإنني اهيب بأمين عام الجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط المبادرة إلى :

• تنظيم ندوات عصف ذهني يشارك بها مفكرين وكفاءات من مختلف التخصصات تتولى بحث التحديات والحلول ورفع خلاصتها وتوصياتها للسيد أمين عام الجامعة العربية تمهيدا لرفعها إلى القيادات العربية لكل دولة بهدف دراستها وإقرارها في مؤتمر قمة عادي أو طارئ.

• مخاطبة القيادات العربية وحثها على تكليف مؤسساتها بتحديد التحديات ذات الأولوية "سياسيا واقتصاديا وأمنيا " التي تتطلب مواجهتها ككتلة واحدة إقليميا أو قوميا .

القيادات العربية :---

للقيادات العربية ملوكا ورؤساء وأمراء دورا رئيسيا وحاسما في دعم هذه المبادرات لما لها من أهمية :

☆ على صعيد مستقبل العمل العربي المشترك وفق إستراتيجية شمولية تكفل وحدة وأمن وإستقرار وإزدهار ومنعة الأقطار العربية على الصعيدين القطري والقومي .

☆ الإنتقال من مربع الخلافات إلى مربع التفاهمات والتوافقات والمواقف الموحدة ومن مربع إتخاذ القرارات ببعدها النظري إلى مربع البعد العملي الفاعل عبر تنفيذ ما يتم إقراره دون تردد أو خشية من ردود فعل خارجية مهما بلغت قوتها وعنجهيتها.

☆ التأهيل للتعامل مع القوى والتكتلات العالمية السياسية والإقتصادية من موقع الندية وتبادل المصالح المشتركة ومن موقع الفاعل .

ما تقدم يتطلب :

▪إرادة سياسية بضرورة إيجاد مشروع عربي موحد في مواجهة المشاريع الاقليمية والدولية التي تستهدف الأمن والإستقرار العربي واعتبار الساحة العربية حديقة خلفية لمصالحها ونفوذها.

▪حل الخلافات والنزاعات البينية وتغليب المصالح العربية المشتركة على ما غيرها من اعتبارات ومصالح ضيقة .

▪ توظيف أدوات القوة السياسية والإقتصادية والتنموية والاستراتيجية والبشرية لصالح الشعب العربي على إمتداد الوطن العربي الكبير .

لما تقدم في حال العمل بها كاستراتيجية نتائج سريعة على الأمن والاستقرار والازدهار وعلى رأسها :

■ وقف الاستقواء والتدخلات والتهديدات الاقليمية والدولية بالشؤون الداخلية لكافة الأقطار العربية .

■ فرض الكتلة العربية ومصالحها على الكتل والمحاور الدولية من موقع المشارك الفاعل .

البداية للعمل المشترك يبدأ بالتعامل مع الملف الفلسطيني " كنموذج ريادي " الذي يواجه مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية " صفقة القرن " لصالح مشروع الحركة الصهيونية التي ترى في الخلافات العربية البينية وفي حالة الضعف الذي آل اليه الواقع العربي كنتيجة حتمية لغياب استراتيجية التنسيق واتخاذ المواقف الموحدة فرصة ذهبية لبسط نفوذها وهيمنتها التدريجية على مفاصل القرار السياسي والاقتصادي والثقافي على ارجاء الوطن الكبير بأقطاره .

ترجمة قرارات رفض صفقة القرن عبر إتخاذ خطوات عملية سياسية ودبلوماسية واقتصادية وتجارية بحق إدارة ترامب المنحازة للعدوان الصهيوني ووقف كافة أشكال الاتصالات والعلاقات المباشرة وغير المباشرة السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني العنصري والدعوة الجادة لتنفيذ كافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية تحت طائلة المساءلة وفرض العقوبات المختلفة عند رفض "إسرائيل " إنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إثر عدوان حزيران 1967 .... فليكن ذلك نموذجا ومقياسا ومؤشرا. .... فهل هناك من يعلق الجرس. ..؟

فلنجعل من العيد الماسي للجامعة العربية نقطة إنطلاق نحو مرحلة جديدة تفرض وجودها على الساحة العالمية كلاعب رئيس. .....؟!