أمانو: توقعات بإنشاء 350 مفاعلا نوويا خلال الـ20 عاما المقبلة

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، إن الأردن شريك مهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية خصوصا بعد تبنيه برنامجا مهما في الطاقة النووية، مشيرا إلى أنه سيكون عضوا عاما في الوكالة.
وبين أمانو أن هدف زيارته إلى الاردن الالتقاء مع القادة السياسيين وصانعي القرار للتحاور معهم فيما يخص مشروع الطاقة النووية للأغراض السلمية في المملكة.
وشدد أمانو على ضرورة ان تراعي الحكومات التي تتبنى مشاريع نووية، الشفافية في التعامل مع المواطنين والراي العام وتقديم كافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، وحث الحكومة اليابانية على التعامل بشفافية مع مواطنيه حول الحادث ومشاركة المجتمع الدولي بالتطورات.
وقال إن الوكالة تتابع كافة التطورات وتوقعاتها تشير إلى انه بحلول العام 2030 سيرتفع عدد المفاعلات النووية بالعالم بواقع 350 مفاعلا عاملا بسبب حاجة معظم دول العالم للطاقة النووية لحل مشاكل الطاقة الكهربائية، وتغير المناخ، وارتفاع اسعار الوقود، كما تشير التوقعات إلى ان مشاريع الطاقة النووية بالعالم ستسير ببطء مشيرا إلى أن عدد المفاعل العاملة حاليا 432 مفاعلا.
واشار إلى ان بعض الدول مثل بلجيكا وسويسرا قررت عدم تأسيس محطات نووية جديدة بعد انتهاء العمر الافتراضي للمحطات العاملة حاليا، في حين أن دولا أخرى قررت المضي بالمشروع مثل الصين، الهند، كوريا، روسيا، فرنسا، المملكة المتحدة، أميركا، البرازيل، الارجنتين.
واشار امانو الى أهمية الطاقة الذرية في استخدامات الطاقة، وعلاج امراض السرطان وفي توفير المياه خاصة للدول التي تفتقر إلى المياه، إضافة إلى أهميتها في الأمن الغذائي.
واشار إلى أن الوكالة بصدد عقد مؤتمر يتحدث عن منطقة حرة خالية من الأسلحة النووية خلال الشهر المقبل.
ونفى أمانو أن يكون عمله ترويجا للطاقة النووية واستخدامها، وفي رده على سؤال طرح خلال اللقاء قال أمانو إن جهود الوكالة تنصب على أن تعمل الدول التي ترغب في تبني برنامج نووي معايير السلامة والأمان، مبينا أن لكل الدول الحق في استخدام الطاقة النووية السلمية لكن استخدامها بشكل آمن.
واكد أمانو أن من حق الدول النامية أن تدخل في هذا المجال، لاسيما وأن العديد من الدول قررت مواصلة استخدام الطاقة النووية حتى بعد حادثة فوكوشيما، مبينا ان هذه الحادثة جعلت من المعايير التي تفرضها الوكالة اقوى وأكثر إلزاما من السابق.
وبين أمانو أن الوكالة أرسلت العام الحالي 3 بعثات إلى المملكة فيما يخص الموقع والبنية التحتية، ناقشت مع المسؤولين في المملكة معايير اختيار الموقع مؤكدا ان ما حصلت عليه الوكالة من معلومات في هذا الخصوص يؤكد التزام الاردن بالمعايير التي تفرضها الوكالة.
وحول التدخلات الخارجية بأي بدول تنفذ برنامجا نوويا، قال أمانو إن الوكالة تفرض اتفاقيات دولية تحترمها جميع الدول الاعضاء، خصوصا تلك الداخلة في اتفاقية منع الانتشار النووي وأن الوكالة تدعم الدول التي تحترم هذه الاتفاقيات.
من جهته، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور خالد طوقان، إنه تم استعراض عناصر ومكونات البرنامج النووي بما في ذلك خطة انشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه باستخدام الطاقة النووية، إضافة إلى عنصر تدريب القوى البشرية لادارة البرنامج النووي، واستكشاف وتعدين المواد النووية وأهمها اليورانيوم والثوريوم، وأسس التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واجراءات السلامة التي تفرضها خصوصا في اعقاب حادثة فوكوشيما.
وجدد طوقان التأكيد على "ان الهيئة لن توقع اي اتفاق يؤدي إلى ارهاق خزينة الدولة او يضعها في موقف مالي محرج".
ونفى طوقان تحديد موقع المحطة النووية المزمع إقامتها بالأردن، مشيرا إلى أن دراسات تتم حاليا لدراسة المواقع المقترحة دون تحديد موقع معين كموقع نهائي ضمن المواقع المقترحة التي وضعتها هيئة الطاقة الذرية.
وأكد طوقان أن الكثير من المعطيات والنسب قد تغيرت فيما يتعلق بصناعة المفاعلات خاصة من الجيل الثالث، مبينا انه وحسب درجة تطور المفاعل يتحدد بعد المحطة أو قربها عن أقرب تجمع سكني وبعضها يزيد ولكن جميعها تكون وفق المعايير المنصوص عليها حسب تعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أن التكنولوجيا التي ستستخدم في بناء المحطة يجب أن تكون مرخصة في الدولة المصدرة لها.
وأكد أن اليورانيوم مورد مهم للأردن حتى وان تم استخراجه بدون ربح او بخسارة فسيظل ربحا معوضا للدولة, خاصة في ظل ارتفاع كلف فاتورة الطاقة المستخدمة بالمملكة وتزايدها تصاعديا عاما بعد عام، عدا عن الخسائر التي تحققت مؤخرا بسبب الاعتماد الكلي على استخدام الوقود الثقيل والتي قدرت بحوالي 1.2 مليار دولار.
وكان رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت التقى في وقت سابق من أمس في مكتبه بدار رئاسة الوزراء، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد رئيس الوزراء تقديره لهذه الزيارة ومتابعة المشروع الاردني لاستخدام الطاقة النوويه للأغراض السلمية، مشددا على اهميته في ايجاد موارد متجددة بديلة للطاقة النفطية التي يفتقر اليها الأردن ويستوردها من الخارج وتشكل عبئا اقتصاديا كبيرا، لافتا الى اهمية المساعدة والتعاون الذي تبديه الوكالة للاردن للاستمرار في تنفيذ هذا المشروع الذي سيستخدم لاهداف سلمية اخرى تسهم في التنمية.
وشدد البخيت على التزام الاردن بكافة الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع الوكالة والدول الاخرى في هذا المجال وترحيبه بكافة اشكال التعاون.
وعبر رئيس الوزراء خلال اللقاء عن تعازيه بضحايا حادث محطة فوكوشيما النووية في اليابان.
من جهته اعرب أمانو عن شكره على التعزية بضحايا حادث محطة فوكوشيما النووية، لافتا الى ان السبب الحقيقي وراء الحادثة كان امواج تسونامي وليس الزلازل بحد ذاتها، مؤكدا بهذا الصدد ان تكنولوجيا الامان النووي قادرة على تحمل كافة أنواع الزلازل.
وشدد يوكيا أمانو على أن امتلاك الطاقة النووية السلمية هو حق لكل دولة، لافتا الى ان الامان هو من اهم معاييرها مشيدا بالتزام الاردن بكافة معايير الأمان والسلامة وجميع الضمانات التي تضعها الوكالة الدولية لضمان نجاح أي برنامج نووي.