أحمد ابوخليل يكتب: اللّي عنده يورانيوم, نحاس, صخر زيتي, للبيييييع


بين فترة وأخرى وبسعادة وزهو فائقين, يعلن مسؤولون من ذوي العلاقة والشأن ارقاماً ومعلومات عن حجم ما هو متوفر في الاردن من ثروات معدنية ومنجمية. بالامس مثلا قال لنا احدهم ان محمية ضانا لوحدها تحوي نصف مليون طن من النحاس النقي وأن سعر الطن الواحد عشرة الاف دولار, وترك لنا اجراء العمليات الحسابية اللازمة, وقبل ذلك قيل لنا الكثير عن حجم اليورانيوم, وقبلهما ومنذ عقود هناك كلام عن كميات كبيرة من الصخر الزيتي, كما كثر الحديث عن الرمل الزجاجي ومنذ الطفولة ونحن ندرس عن ان الاردن يطفو على بحيرة مائية ضخمة.

هذا فيما يتعلق بباطن الارض, لكن مسؤولين اخرين يفضلون الكلام عما هو فوق الارض وفي الجو, فهناك كلام عن الرياح وعن ضوء الشمس وما يمكن ان ينتجاه من طاقة ذات صنف نظيف وجديد ومتجدد.

هذا على صعيد الثروات المادية فقط, لان هناك من يتحدث عن ان الانسان الاردني بحد ذاته ثروة بشرية لم تستثمر بعد.

في كل مرة يكتفي المسؤولون بالمتعة المتحققة من ذكر هذه المعلومات, وفي الاثناء يقال انها ليست موجهة للرأي العام او الرأي "العوام", بل هي في الاساس معلومات تهم المستثمرين.

حالة هؤلاء المسؤولين تشبه من ينتظر مشتري الخردة المتجول: اللي عنده ثلاجات, غسالات, يورانيوم, المنيوم, نحاس, صخر زيتي, خزاين, طاولات, طاقة شمسية, بشر خردة, للبيييييع.