دندنة عجوز في السبعين لمعشر الغافلين
عجوز عاقل يعشق القرآن واللغة العربية، يقول إنه كتاب عجيب، كل كلمة وكل حرف وكل حركة في مكانها، لو حرفت كلمة أو غيرت حرفا أو استبدلت حركة لم يعد كلام رب العالمين.
سمعت كثيرا عن حادثة الطائف التي جرت مع الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا، وسمعت كثيرا من الشجن في حديثه بعيد أن سلط عليه ملأ الطائف غلمانهم وصبيانهم ومجانينهم ليضربوه بالحجارة ويشتموه، وهو الذي جاءهم بخيري الدنيا والآخرة، وجاءهم بمفتاح النجاة من عذاب أليم.
يتوقف كثيرون عند دعائه صلى الله عليه وسلم عقب تلك الحادثة: "اللَّهمَّ إليكَ أشكو ضَعفَ قوَّتي، وقلَّةَ حيلَتي، وَهَواني علَى النَّاسِ، أنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ، أنتَ ربُّ المستضعفينَ، وأنتَ ربِّي، إلى من تَكِلُني؟ إلى بعيدٍ يتجَهَّمُني أَمْ إلى عدُوٍّ ملَّكتَهُ أمري، إن لم يَكُن بِكَ غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غيرَ أنَّ عافيتَكَ هيَ أوسعُ لي، أعوذُ بنورِ وجهِكَ الَّذي أشرَقت لهُ الظُّلماتُ، وصلُحَ علَيهِ أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يحلَّ عليَّ غضبُكَ، أو أن ينزلَ بي سخطُكَ، لَكَ العُتبى حتَّى تَرضى، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بِكَ".
ويخلصون إلى رحمة النبي بقومه، وإلى اعتماده صلى الله عليه على ربه وطلب المعونة منه، وغير ذلك.
لكن عجوزنا يرى أبعد من ذلك ويقارن وضعنا بوضع سيد البشرية، ضاحكا: إن مسّ أحد منا مصيبة خفيفة، ونحن غرقى في ذنوبنا ومعاصينا وبعدنا عن منهج ربنا، قيل له على سبيل التسرية: لا بأس عليك، المؤمنون أشد بلوى، وإذا أحب الله ابتلاه. فيتنهد قائلا: آمنت بالله!! فيما رسولنا الأعظم نظر إلى الابتلاء العظيم الذي واجهه في الطائف على أنه بسبب تقصيره في جنب الله والدعوة إليه، ولذلك ناجى ربه قائلا: أعوذُ بنورِ وجهِكَ الَّذي أشرَقت لهُ الظُّلماتُ، وصلُحَ علَيهِ أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يحلَّ عليَّ غضبُكَ، أو أن ينزلَ بي سخطُكَ".
يستمر ضحك العجوز على حالنا وجهلنا بسنن ربنا وحكمه.