هل كان بيتهوفن مصابا بالصمم حقا؟
حتى الذين لا يتذوقون الموسيقى الكلاسيكية سمعوا بالتأكيد باسم المبدع الموسيقار بيتهوفن الألماني الذي ولد في مدينة بون (1770 ـ 1827) أو سيسمع به الآن، فدولة ألمانيا كلها تحتفل بإحياء ذكراه وتجعل العام الحالي 2020 يحمل اسمه، كما أعلنت وزيرة الثقافة الألمانية، وذلك لذكرى مرور 250 عاماً على ميلاده. وكرّمه العديد من البلدان بنشر صورته على طابع بريدي، منها لبنان الحضاري
وستنفق ألمانيا على «احتفالية بيتهوفن» من عروض أوبرالية ومهرجانات موسيقية 38 مليون يورو. وقد زرت بيته في ألمانيا: في بون وفيينا، وكتبت عن ذلك في أحد كتبي في «أدب الرحلات». ولكن ما الذي يعنيه بيتهوفن للمستمع العربي (أو معظم المستمعين) باستثناء بعض النوطات الموسيقية المسروقة من ألحانه على يد بعض كبار الموسيقيين العرب، الذين افتضح أمرهم حين تولت (اليونسكو) الإشارة إليها وتحديدها ومر الأمر، ونسي المستمع العربي تلك التفاصيل باستثناء عشاق بيتهوفن مثلي
زمن الحروب العربية وبيتهوفن!
لنعترف. نعيش زمناً عربياً مضطرباً ممزقاً بالحروب المحلية في بعض الأقطار، حتى ليبدو الحديث عن مبدع ألماني عالمي هو بيتهوفن في غير محله
ولكن بيتهوفن كان عربياً بمعنى ما، يشارك في بعض مواقفه الفكرية الإنسان العربي، فقد أعجب بيتهــــوفن بنابليـــون حين كانت لديه أفكاره الثورية الشعبية ولحن سيمفونية أهداها له، ولكن حين تحول نابليون من ثوري إلى فريسة للحس بالعظمة ونصب نفسه إمبراطوراً (كما يحدث عندنا كعرب مع أمثاله الذين ينتقلون من الحكم باسم الشعب إلى الحكم باسم شــــهواتهم للعظـــمة)، نجد بيتــهوفن الذي كان قد كتب سيمفونية وأهداها إلى نابليون يسحبها منه ويبدل الإهداء إلى كلمة عامة هي (هيروييكا) أو سيمفونية البطولة. و(باي باي) نابليون!
موتسارت وبيتهوفن وعباقرة 8 سنوات
بيتهوفن مثل النمساوي اماديوس موتسارت (1756 ـ 1791)، ظهرت موهبته وهو طفل في الثامنة، ولكن بيتــهوفن كان سيئ الحظ مع اللواتي أحبهن، ولم يبادلنه الحب، وعاش وحيداً مع إبداعه، وربما كان ذلك لحسن حظ موسيقاه المؤثرة وسيمفونياته الرائعة كالسيمفونية الريفية (الباستورال)، والتاسعة التي لحن في الحركة الثالثة منها قصيدة للشاعر شيللر هي «نشيد الفرح» الرائع، كما كتب 32 سوناتا للبيانو
هل اختار إعلان الصمم ليتفادى الثرثرة؟
ثمة إجماع على أن بيتهوفن أصيب بالصمم عام 1802، ولكنه ظل يلحن ويبدع لأنه كان يسمع الموسيقى داخل رأسه ويدونها كنوطات. من طرفي، أشك في حكاية صممه وأظن أنه ادعى ذلك لأنه لم يعد يريد سماع مزيد من الأكاذيب ولا يريد حواراً مزوراً ولا صلة بنساء لا يعرفن قيمته وعظمة قدرته على الحب والإبداع، وهكذا قرر قطع علاقاته مع العالم الخارجي على جسر الحوار غير الصادق الذي صار يبدو له ثرثرة كالذباب المتطاير من الأفواه والحناجر
خبر لم أصدقه
قرأت في بعض الصحف خبراً عن مواطن في بلد عربي تم الحكم عليه بالسجن لثلاثة أعوام لأنه أحرق العلم الإسرائيلي. لم أصدق الخبر! لن أصدقه كي لا ينكسر قلبي!
خبر صدقته!
يحذر الأطباء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية من استعمال كريمات تفتيح البشرة لأنها تسبب التسميم بالزئبق العضوي، وهو ما حدث لامرأة تستعمل تلك الكريمات منذ سبعة أعوام
وثمة خبر وصل من السودان أعجبني، وهو تحت عنوان «أنت جميلة»، يحث على عدم استعمال مستحضرات تبييض البشرة المسببة للسرطان. وهذا النمط من الحكايات قديم عايشته منذ وصولي إلى باريس قبل ثلاثة عقود ونصف، وهو عن وفاة سيدة فرنسية جزائرية الأصل بسبب المبالغة في استعمال (المراهم) المبيضة للبشرة وتحتوي بعض المواد السامة والمسرطنة، وروّعني ذلك. من أقنع داكنة السمرة أن بيضاء البشرة أرفع منزلة (جمالية) على الأقل؟
عملية تجميل وتهمة القتل
وهذا طبيب من ألمانيا اتهم بقتل سيدة إثر عملية تجميل لها
وأعتقد أنه من الضروري تنبيه المرأة والرجل (رجال كثيرون صاروا اليوم يخضعون لعمليات التجميل)، وتنبيه الجميع إلى أن كل جراحة تتضمن خطراً بدءاً بالتخدير ومروراً بإمكانية النزيف
كل إنسان حر بوجهه وجسده ورغبته في إجراء عمليات تجميل، شرط التوعية على مخاطر ذلك كتابة وقولاً وتنبيهاً من الطبيب، وبالذات الذي سيجري العملية الجراحية التجميلية
ولماذا علاج الصلع؟ عقدة شمشون الجبار!
أنا كالكثير من النساء، لا أجد الصلع (مرضاً) جمالياً يجب علاجه. ولذا، ضحكت وأسفت كما أفعل كلما قرأت عن اكتشاف هذا العلاج أو ذاك للذين يعانون مما يدعى (مشكلة الصلع) والتفاصيل العلمية حول ذلك العلاج أو ذاك
هل الصلع في حاجة حقاً إلى علاج، أم أن عين الناظر هي التي في حاجة إلى توعية؟ الرجل الأصلع مختلف عن كث الشعر، ولكن له سحره الخاص وجاذبيته المختلفة التي تقدرها معظم النساء وأنا منهن. ولكن الكثير من مراكز التجميل (للذكور) في باريس مكرسة لزراعة الشعر مكان ما تساقط منه وبأسعار (خرافية).. وهو ما فعله الأمير البريطاني هاري، وقيل إنه أنفق على ذلك مبلغ 57 ألف يورو، في ذمة مجلة (بوبليك). زراعة الشعر تعتاش من تغذية الشعور بالنقص لدى الرجل الأصلع، وإيهامه بأن فقدانه لشعره مرادف لفقدان شمشون لقوته بقص شعره. وكثير من النساء أكثر ذكاء من المبالاة بالصلع، بل بما يحتويه الرأس من أفكار وخبرات ومشاعر
إعلان الحب على الأصلع!
دعونا كنساء نحرر الرجل الذي فقد شعره من الوهم بأن ذلك سيجعله يفقد ولو ذرة من إعجابنا، فالقضية أعمق من ذلك.. دعونا نعلن الحب على الرجل الأصلع، وهو ليس في حاجة إلى علاج، بل الذين يريدون معالجته هم في حاجة إلى علاج!