في عهد كورونا نخلق من الازمة فرصة ..
في ظروف قاسية صعبة يمر بها العالم كله، ليس ببعيد عنها وطننا ولكن بأقل شراسة وتحت السيطرة بفضل الله تعالى أولاً، وبفضل وعي شعبنا والتزامه بالتعليمات الصارمة التي لا يخلوا تطبيقها من بعض المستهترين والغوغائيين، وكذلك بفضل الأداء المميز لوزارة الصحة وكوادرها الرائعين، والجهود المبذولة من قبل كافة مؤسسات الدولة، والإعلام بكل اشكاله.
من خلف كل هذه الاجراءات، جمهور واسع من أبناء شعبنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وما يُقدمة من برامج التوعية وسبل الوقاية من هذا الوباء العالمي، وايصال المعلومة الموثوقة للمواطنين التي تُؤكد لهم أهمية الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الدولة بكل شجاعة واقتدار.
وأما عن الجهود الجبارة التي يقدمها نشاما القوات المسلحة وأجهزتنا الأمنية التي نرفع لها القبعة، فبنزولهم الى الشوارع لضبط ايقاع الشارع لمنع تفشي الفيروس وتنفيذ القرارات التي وُضعت لحمايتنا من انفسنا في هذا اللازمة .
نتمنى أن تزول هذه الغمة بالقريب العاجل، وتعود الحياة الى طبيعتها بأقل الخسائر وأعظم الانجازات، فما طُبق في الأردن من اجراءات كان لافتاً للقاصي والداني حول العالم، فالجميع انبهر بحجم التوافق والتعاضد الشعبي مع قيادته فيما صدر من قرارات وإجراءات، واستعادت الحكومة بعض الثقة التي كانت مفقودة، بفضل اداء مجموعة من الوزراء الذين اداروا الازمة بشكل مميز رغم شُح الامكانات .
ونسجل الشكر للعديد من أبناء شعبنا وبعض المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي بادرت لجمع التبرعات النقدية والعينية لصالح وزارة الصحة، لتعزيز قدراتها على القيام بواجباتها تجاه المصابين والوقاية من هذا الوباء، و كذلك الجهود التطوعية الفردية والجماعية لمختصين من ابناءنا بمختلف الأختصاصات وخاصة الأطباء والممرضين .
وما يُثلج الصدر أننا حولنا الازمة الى فرصة، وخلقنا مبادرات ايجابية من وحي هذه الأزمة ، من خلال ما اتخذته بعض المؤسسات من قرارات تخفف من وقع الازمة على المؤسسات والشركات والأفراد من أبناء شعبنا، فأصدر البنك المركزي قرارات تدعم المؤسسات التجارية بالتخفيف من اعباءها، وقرر تأجيل دفع الأقساط المدينين للبنوك، وكذلك ما قامت به بعض الوزارات في تحديد الأسعار لمكافحة الجشع، وقرارات لحفظ حقوق الموظفين في القطاعين العام والخاص خلال العطلة، تبعها الاجراءات التي تقوم بها البلديات وأمانة عمان الكبرى في ضبط وتنظيم الاعمال التجارية والخدمية لتنفيذ القرارات والتعليمات الصادرة عن الدولة والحد من الوباء .
ونتيجة تعطيل المدارس قررت وزارة التربية والتعليم اللجوء الى التعلم عن بُعد عبر منصة "درسك"، وهنا اقول كلمة حق، أن معالي الصديق محمد داودية كان أول من اقترح تطبيق التعلم عن بُعد عبر التلفاز، الا أن الوزارة قامت مشكورة بتطبيق هذا الاسلوب التقني عبر الانترنت وتوسعت في بثه عبر المحطات التلفزيونية، وكان انجاز يُشهد له، استفاد منه أبناءنا الطلبة وعلى مساحة الوطن، و قال بعض الطلبة بأن الاداء عبر المنصة مفيد لهم أكثر من الفائدة المحققة عند تلقيه في الصفوف المدرسية، لدرجة أن الكثير من الطلبة قرر الإستغناء عن الدروس الخصوصية، التي كانت خارج قدرة اولياء الأمور رغم قصر الفترة من تطبيق المنصة، وعلى ضوء هذه النتائج الايجابية، يُطالب الطلبة وأولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بالاستمرار بهذه المنصة "درسك" دون توقف بعد الازمة، لتُصبح مبادرة مستدامة للأعوام الدراسية القادمة ..
جهود الدولة والمجتمع رائعة والتطبيق اروع ... الأردن بخير ما دامت مؤسساتنا الرسمية بخير تسعى لتعزيز وبناء جسور الثقة بينها وبين شعبها .. شكراً كورونا ..
Eng.sobeidat@yahoo.com