إقامة جبرية بأمر الجنرال كورونا

اخبار البلد-

 
قبل الكورونا كنا مسكونین بصفقة «نتانیاھو - ترمب» وبالمدیونیة وبالمأزق الاقتصادي، تلك ھموم كانت تعصف بحیاتنا وتكدر عیشتنا، ثم جاءت الكورونا لتضیف ھماً جدیداً أكثر إیلاماً وقلقاً من ھمومنا السابقة التي ازدادت تعمقاً بعد الكورونا لا سیما التأزم الاقتصادي، فبعد ان فرحنا بنمو الحركة السیاحیة ونمو العائدات خطفت «الكورونا» ھذه .الفرحة وقلبتھا إلى حزن وكأننا نحتاج الى احزان فوق ما نحن فیھ الكورونا مسألة حیاة او موت عاجلة فھي تھدید مباشر وسریع لحیاة الناس وأطماع العدو الإسرائیلي تھدید مباشر أیضاً .لحیاتنا ووجودنا ولیس مھماً ان كان ھذا التھدید یحتاج الى سنة او عقد من الزمان ھذا الكلام رداً على الذین یعتقدون اننا كنا بلا ھموم كبیرة قبل نحو ثلاثة أشھر اي قبل ظھور الفیروس الغامض الذي داھمنا كما داھم غیرنا وطرح ھذا الرد لا یعني اننا امام خیارین من المصیر الصعب واحد عاجل وآخر آجل لكنھ یعني ان الشعوب الحیة التي تقدم الكرامة والمكانة لا تتوقف عن مقاومة الاعداء حتى وھي تكافح الاوبئة والكوارث الطبیعیة وبنفس الموازاة فالتصدي لحل مشاكلنا الداخلیة المزمنة یجب ان یستمر فلا یلھینا الخوف من الكورونا عن .المحاسبة والمراقبة فالنھابون الذین عاثوا بوطننا ینتظرون ان تصرعنا الكورونا لیرتاحوا منا ك?ھود على خیاناتھم واجبنا قبل الكورونا وبعدھا أن نظل في حالة یقظة وتفاعل مع الداخل والخارج بنفس الھمة السابقة وأكثر، وسواء كنا نتحدث عن اطفاء حرائق ما زالت مشتعلة تلتھم الاجساد البریئة في اكثر من ساحة على امتداد وطننا العربي او عن ما .ینخر اجساد الاردنیین من فساد وترھل ھوى بفئة منا الى قیعان الفقر والفاقة الكورونا» بوجھھا الآخر عبرة للاقویاء والاثریاء دولاً أو أفراد بأن فوق كل ذي قوة قوة فالذین كانوا یعتدون بقوتھم» ویصنفون بانھم دول عظمى، والذین كانوا یظنون انھم باموالھم محصنون من المرض او السوء صاروا عاجزین بعد ان ھزمھم فیروس صغیر لا یرى بالعین فانھارت تحت ضرباتھ قواھم التي كانوا یھددون بھا العالم الضعیف وتبخرت ملیاراتھم التي كانوا یعیشون بفضلھا حیاة بذخ وفسق، وفوق كل ذلك حكم علیھم ھذا الفیروس بالاقامة الجبریة .محبوسین في منازلھم فتوقفت الطائرات عن الطیران ولم تعد وسائل النقل تعبر البلدان بسھولة كما في السا?ق ستمضي «الكورونا» كما مضى غیرھا وستسجل في التاریخ كوباء مر على البشریة، تلك ھي صیرورة الحیاة منذ ان .خلق الله الكون أرضاً وسماء وما بینھما من مخلوقات كل یُسبح بحمده إلى یوم الدین