إنْ أردتها ملاكًا..كنْ جنتها!

أخبار البلد - المرأة شجرة، أرضها أنت، مطرها الحب. ان أحسنت زرعها أثمرت، وان فرشت لها تراب قلبك تعمقت جذورها في روحك. ان سقيتها زال عطشك، وان رويتها ارتويت. تتألم ان قطفت ثمارها بعنف أو ان سرقته من حوش حياتها. وان قطفته قبل ان ينضج يكون طعمه مراً تضرس اسنانك وقد تعض لسانك ندماً.
المرأة أم، أخت، حبيبة، زوجة. لكل منهن طعم ورائحة وراحة يد مكتوب عليها راحتك. منهن من تقشرها لتعرف طعمها و تشم رائحتها البرتقالية أو التفاحية او البرقوقية. وحدها الأم التي تقشرت لتنجبك. وتظل تبحث في اللاوعي عن من تشبهها كلها أو بعضها.
الجنة تحت اقدام الامهات، كما قالوا، لكن الحبيبة، أو الزوجة الحبيبة، هي الجنة الدنيوية ان عرفت كيف تدخل قلبها ومن اي باب تدخل. أن تحبها لا يكفي، يجب أن تحترمها ايضاً. الحب مشاعر، الاحترام اخلاق. حين يجتمع الاثنان تدوم العلاقة وتثمر، وحين يكون الاثنان على قدر المسؤولية بالتضحية لا يحتاجان الى نافذة يتنفسان منها هواء ليس موجوداً بين الجدران.
الحنان كلمة السر. مهما ادعت انها قوية فانها تحتاج للحنان، حنان الرجل بالذات. بالحنان تعود طفلة على الذراع. تصبح نجمة في العتمة الملبدة بالمشكلات وحمامة تطير تحت السقف لكأن سقف المكان سماء. قد تقود جيشاً في النهار وفي الليل تقودها كلمة «أحبك».
المرأة تحب الرجل الذي يشعرها بأنوثتها حتى لو كانت بقوة رجل، الذي يحبها.. نعم لكن أيضاً الذي يحميها ومعه تشعر بالأمان.
البخل سيد الخراب. بخيل المال بخيل العواطف. المرأة لا تحب الرجل البخيل. ومهما كانت غنية تفرحها هدية. الحب عطاء صداه عطاء. وحين يقدم الرجل باليمين وتعيد المرأة مثله بالشمال يعلو البنيان وعلى سطحه تنمو شقائق النعمان. أما بداخله فتعلو الضحكات زقزقة عصافير وترفرف طيور السعادة على الرفوف وفي الشرفات والشراشف والشفاه.
النساء يحفزن، ويتمكن عندما يشعرن بأنهن معززات، وعندما لا تشعر امرأة بأنّها معززة في إطار علاقة تصبح تدريجياً مسؤولة بطريقة قهرية، ومنهكة من البذل الزائد، ومن ناحية أخرى عندما تشعر بأنها تلقى الرعاية، والاحترام، فإنها تكون مشبعة، ولديها المزيد من العطاء أيضاً.
يقول ديل كارنيجي: الرجل الذي يريد المرأة ملاكاً عليه أن يكون جنتها، فالملائكة لا تعيش في الجحيم. أما نيتشه فيقول: المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة..الحب. كذلك قال فيكتور هوغو: عندما تتحدث الى المرأة انصت الى ما تقوله عيناها. رسول حمزاتوف قال: شيئان في الدنيا يستحقان منازعات كبيرة: وطن حنون.. وامرأة رائعة.
لكن.. ما ينطبق على نظرة الرجل للمرأة ينطبق على نظرة المرأة للحياة وللرجل و..للحب. جميل أن تكون المرأة جميلة لكن الاجمل أن تكون وفية. وألا تكون كما قال برنارد شو: من قال إنه ليس للمرأة رأي فكل يوم لها رأي جديد.
لا أدري من خصص للمرأة يوماً في العام وهي كل الأيام والأعمار؟!